العجاج

مدلِجا أسلَمَ للريبةِ قلبهْ

ممعِناً خلفَ يقينٍ مُدَّعَى

ضَيَّع ربَّهْ

كنت أمضي

أرفعُ الساقَ أحثُّ الخطوَ لكنْ

عبَثاً تعبر ساقٌ دون أرضٍ.

ماثلاً في حدقةِ التسآلِ شاهدتُ

قطاراً من سنينٍ

يتعدَّى حاملاً ما لستُ أدري

لسوايْ

و رؤايْ

ضجراً خدَّدَتِ الريُح جبينهْ

سطراتٍ وأحاجٍِ

كحَّلتهُ بِذرِيراتٍ عجاجِ

أيُّ وهمٍ

جمّدَ التاريَخَ في عرقي و عرَّى

للرِّياحِ الهوجِ نهرا

تسبحُ الأجيالُ في خفقتِهِ

وهْيَ لا تسألُ إنْ كانتْ

ستلقى مستقرَّا.

أيُّ وهمٍ كانَ تضليلاً وحَيرةْ

‏خلجةً من دونِ أعصابٍ

‏وخفقاً في رمادٍ وأحاجِ

تتهادى في شرايينىَ طوفانُ عجاجِ

حين ساوَمْتُ على اللهِ نداءَهْ:

‏‏(عد إلى الصمتِ فَرْحمُ الصمتِ مأوى

لعيونِ حدّقتْ من دون جدوى).

وتردَّدَتُ

‏وكدْتُ

حينَها انشقَّ ضبابُ التيهِ فجرا

وروتْ عيناكِ في رفةِ نظرةْ

المكانينُ التي حيَّرَتِ المصلوبَ حيرةْ

حدَّثتْني

‏(قطرةُ الماءِ التي تنأى إلى الشاطىءِ

لا ‏تفتحُ بحرا)

عبثاً تشهق تهوي

‏في حضيضِ الأرضِ سرّا

ويظلُّ البحرُّ غدَّاراً بإذنِ الأبديةْ.

‏أبداً يعبرُني هذا القطارْ

حاملا ًلي

‏شجناً مجداً

‏رعيلاً من صغارْ

‏يِرثون الأرضَ والتاريخَ من بعدي

ولا إدلاجَ.. ولا وهم غبارْ.