إنما كان طلحة الخير بحرا

إِنَّما كانَ طَلحَةُ الخَيرِ بَحراً

شُقَّ لِلمُعتَفينَ مِنهُ بُحورُ

ثُمَّ كانَ الَّذي تَلَقّاكَ مِنهُ

نائِلٌ واسِعٌ وَسَيبٌ غَزيرُ

يَتَّقي الذَمَّ بِالفَعالِ وَيَبني

مَجدَ مَن قَد تَضَمَّنَتهُ القُبورُ

بِسِجِستانَ قَدَّسَ اللَهُ مِنهُ

قَد ثَوى في الضَريحِ خَيرٌ كَثيرُ

خَلَّفَتهُ لَنا شَمائِلُ عَبدِ ال

لَهِ لا جاحِدٌ وَلا مَنزورُ

بِالطِعانِ الشَديدِ وَالنائِلِ الجَز

لِ إِذا نَكَّسَ البَخيلُ الدَثورُ

حَمِسٌ بِاللِواءِ لَيثٌ إِذا ما

رايَةُ الموتِ بِالمَنايا تَدورُ

حينَ لا يُقدِمُ الجَبانُ وَلا يَص

بِرُ إِلّا المُشَيَّعُ النِحريرُ

تَتَفادى مِنهُ إِذا عَرَفَتهُ

خَشيَةَ الموتِ أُسدُها وَالنُمورُ

مَرَّةً فَوقَ جِلدِهِ صَدَءُ الدِر

عِ وَيَوماً يَجري عَليهِ العَبيرُ

فَهوَ سَهلٌ لِلأَقرَبينَ كَما يُر

تادُ غَيثٌ عَلى البِلادِ مَطيرُ

وَيُباري الصَبا بِجَفنَتِهِ الشي

زى إِذا هاجَتِ الصَبا الزَمهَريرُ

حينَ لا يَنبَحُ العَقورُ مِنَ القُر

رِ وَلا يُغبَقُ الوَليدُ الصَغيرُ

سَوفَ يَبقى الَّذي تَسَلَّفتَ عِندي

إِنَّني دائِمُ الإِخاءِ شَكورُ

وَيُؤَدّي الثَناءَ رَكبٌ عِجالٌ

قالَ هاديهِمُ مِنَ اللَيلِ سيروا

طَرَدوا عَنهُمُ النُعاسَ بِشِعري

وَثَناءٍ يَزينُهُ التَحبيرُ

كَثَنائي عَلى أَبيكَ الَّذي يَب

كي عَلَيهِ عِندَ الوَثاقِ الأَسيرُ

وَسَرَت بَغلَتي إِلَيكَ مِنَ الشَأ

مِ وَحَورانُ دونَها وَالعَويرُ

وَسَواءٌ وَالقَريَتانِ وَعينُ ال

تَمرِ خَرقٌ يَكِلُّ فيهِ البَعيرُ

فَاِستَقَت مِن سِجالِهِ بِسِجالٍ

لَيسَ فيهِ مَنٌّ وَلا تَكديرُ