شأتك عين دموعها غسق

شَأَتكَ عينٌ دُموعُها غَسَقُ

في إِثرِ حَيٍّ سُلّافُهُم فِرَقُ

لَيسَ عَلَيهِم دِياتُ مَن قَتَلوا

وَالرَهنُ فيهِم مُمَنَّعٌ غَلِقُ

فيهِم سُلَيمى وَجارَتانِ لَها

وَالمِسكُ مِن جَيبِ دِرعِها عَبِقُ

كَأَنَّها دُميَةٌ مُصَوَّرَةٌ

ميعَ عَليها الزِريابُ وَالوَرَقُ

إِن خَتَمَت جازَ طينُ خاتَمِها

كَما تَجوزُ العَبدِيَّةُ العُتُقُ

زَمّوا الخِدَبّاتِ مِل جِمالِ لِكَي

يَغدوا سِراعاً وَالفَجرُ مُنفَلِقُ

فَما اِستَقَلَّت شَمسُ النَهارِ عَلى ال

جودِيِّ حَتّى إِذا هُمُ حِزَقُ

تَقولُ سَلمى أَلا تَنامُ إِذا

نِمنا فَقُلتُ الهُمومُ وَالأَرَقُ

تَمنَعُني وَاِدِّكارُ نَصرِ بَني

عَمِّيَ إِذ حَلَّ جارِيَ الرَهَقُ

يا سَلمَ نَأيُ الدِيارِ عَن بَلَدِ ال

والِدِ ذُلٌّ وَرُحبُها ضَيَقُ

لَو كانَ حَولي بَنو أُمَيَّةَ لَم

يَنطِق رِجالٌ أَراهُمُ نَطَقوا

إِن جَلَسوا لَم تَضِق مَجالِسُهُم

أَو رَكِبوا ضاقَ عَنهُمُ الأُفُقُ

بِالخَيلِ وَالرَجلِ وَالزُهاءِ تُرى

تَخفِقُ أَوساطَ غابِهِ الخِرَقُ

قَد كُنتُ في مَعشَرٍ أَعِزُ بِهِم

في حَلَقٍ مِن وَرائِهِم حَلَقُ

كَم فيهِمُ مِن فَتىً أَخي ثِقَةٍ

عَن مَنكِبَيهِ السِربالُ مُنخَرِقُ

يَمشي إِلى الموتِ حينَ يُبصِرُهُ

كَما مَشى فَحلُ صِرمَةٍ حَنِقُ

أَدرَكَهُم مُصعَبٌ وَدونَهُمُ

بِالغَمرِ مِن غَمرِ عالِجٍ شِقَقُ

إِن يَلبَسوا مِلَ الحَديدِ تَحسَبُهُم

جُرباً بِها مِن هِنائِها عَبَقُ

إِن سُمتَهُ الخَسفَ مِنكَ أَنكَرَهُ

إِنكارَ أَيدٍ في سَيفِهِ عَلَقُ

إِذ هَدَموا حَوضَهُ فَكانَ لَهُم

يَومٌ طَويلٌ بِالشَرِّ مُنتَطِقُ

تُحِبُّهُم عُوَّذُ النِساءِ إِذا

ما اِحمَرَّ تَحتَ القَوانِسِ الحَدَقُ

وَأَنكَرَ الكَلبُ أَهلَهُ وَأَتى ال

شَرُّ وَخافَ المُجَبَّنُ الفَرِقُ

فَريحُهُم عِندَ ذاكَ أَذكى مِنَ ال

مِسكِ وَفيهِم لِخابِطٍ وَرَقُ

أَولاكَ هُم مَعشَري إِذا نُسِبوا

يَوماً فَهُم مِن صَريحِهِم عُتُقُ