حنانيك إن الجن كنت رجاءهم

حَنانيكَ إِنَّ الجِنَّ كُنتَ رَجاءَهُم

أَرى أَدينُ إِلَهاً غَيرَكَ اللَهُ ثانِياً

وَأَنتَ الَّذي مِن فَضلِ مَنٍّ وَرَحمَةٍ

بَعثتَ إِلى موسى رَسولاً مُنادِيا

فَقالَ أَعِنّي بِاِبنِ أُمَتي فَإِنَني

كَثيرٌ بِهِ يا رَبِّ صِل لي جَناحِيا

فَقُلتَ لَهُ فإِذهَب وَهرونَ فَاَدعو

إِلى اللَهِ فِرعَونَ الَّذي كانَ طاغِيا

وَقولا لَهُ أَأَنتَ سَويتَ هَذِهِ

بِلا وَتَدٍ حَتّى إِطمَأَنَّت كَما هِيا

وَقولا لَهُ أَأَنتَ رَفَّعتَ هَذِهِ

بِلا عَمَدٍ أَرفِق إِذاً بِكَ بانِيا

وَقولا لَهُ أَأَنتَ سَوَّيتَ وَسطَها

مُنيراً إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ هادِيا

وَقولا لَهُ مَن يُرسِلُ الشَمسَ غَدوَةً

فيُصبِحُ ما مَسَت مِنَ الأَرضِ ضاحِيا

فَأَنبَتَ يَقطيناً عَليها بِرَحمَةٍ

مِنَ اللَهِ لَولا اللَهِ لَم يَبقَ صاحِيا

وَقولا لَهُ مَن يُنبِتُ الحَبَّ في الثَرى

فيُصبِحُ مِنهُ البَقلُ يَهتَزُ رابِيا

وَيُخرِجُ مِنهُ حَبَهُ في رُؤَوسِهِ

وَفي ذاكَ آياتٌ لِمَن كانَ واعِيا

وَأَنتَ بِفَضلٍ مِنكَ نَجيِّتَ يونُساً

وَقَد باتَ في أَضعافِ حوتٍ لَيالِيا

وَإِنّي لَو سَبَّحتُ بِاِسمِكَ رَبَّنا

لَأُكثرُ إِلاّ ما غَفَرتَ خَطائِيا

فَرَبَّ العِبادِ أَلقِ سَيباً وَرَحمَةً

عَلَيَّ وَبارك في بَنِيَّ وَمالِيا