ليطلب الثأر أمثال ابن ذي يزن

ليَطلُبَ الثَأرَ أَمثالُ اِبنِ ذي يَزَنٍ

في البَحرِ خَيَّمَ لِلأَعداءِ أَحوالا

أَتى هِرَقلَ وَقَد شالَت نَعامَتُهُ

فَلَم يَجِد عِندَهُ بَعضَ الَذي سالا

ثُمَّ اِنتَحى نَحوَ كِسرى بَعدَ عاشِرَةَ

مِنَ السِنينِ لَقَد أَبعَدَت إيغالا

حَتى أَتَى بِبَني الأَحرارَ يَقدُمُهُم

تَخالُهُم فَوقَ مَتنِ الأَرضِ أَجيالا

مَن مِثلَ كِسرى شَهنشاهِ المُلوكِ لَهُ

أَو مِثلَ وَهرَزَ يومَ الجَيشِ إِذ صالا

لِلَّهِ دَرُّهُمُ مِن عُصبَةٍ خَرَجوا

ما أَن تَرى لَهُمُ في الناسِ أَمثالا

غُرٌّ جَحاجِحَةٌ بيضٌ مَرازِبَةٌ

أُسدٌ تُرَبِّبُ في الغُيضاتِ أَشبالا

لا يَضجَرونَ وَإِن حُرَّت مَغافِرُهُم

وَلا تَرى مِنهُم الطَعنَ مَيّالا

يَرمونَ عَن شُدُفٍ كَأَنَها غُبُطٌ

في زَمجَرٍ يُجِلُ المَرميَّ إِعجالا

أَرسَلتُ أُسداً عَلى سودِ الكِلابِ فَقَد

أَضحى شَريدُهُم في الأَرضِ فُلاّلا

فَاِشرَب هَنيئاً عَلَيكَ التاجُ مُرتَفِعاً

في رَأسِ غُمدانَ دَاراً مِنكَ مُحلاّلا

وَاِطل بِالمِسكِ إِذ شالَت نَعامَتُهُم

وَأَسبِلِ اليَومَ في بُردَيكَ إِسبالا

تِلكَ المَكارِمُ لا قِعبانِ مِن لَبَنٍ

شِيبا بِماءٍ فَعادا بَعدُ أَبوالا