ألا تجزي عثيمة ود صب

أَلا تَجزي عُثَيمَةُ وُدَّ صَبٍّ

بِذِكرِكِ لا يَنامُ وَلا يُنيمُ

لِصَبٍّ زادَهُ حُبّاً وَوَجداً

بِكُم سُعدى مَلامَةُ مَن يَلومُ

كَريمٍ لَم تُغَيِّرهُ اللَيالي

فَتُذهِلَهُ وَلا عَهدٌ قَديمُ

تَوَدَّعَ مِن نِساءِ الحَيِّ طُرّاً

فَأَمسى خالِصاً بِكُمُ يَهيمُ

وَأَمسى مُدنَفاً قَد ماتَ وَجداً

بِسُعداهُ وَأَبلَتهُ الهُمومَ

أَميناً ما يُخونُ لَهُ صَديقاً

إِذا وَلّى لَهُ خُلُقٌ كَريمُ

وَإِنّي حينَ يُفشى سِرُّ هاذٍ

لِسِرّي حافِظٌ أَبَداً كَتومُ

كَلِفتُ بِها خَدَلَّجَةً خُرَيداً

مُنَعَّمَةً لَها دَلٌّ رَخيمُ

إِذا اِحتَفَلَت عُثَيمَةُ قُلتُ شَمسٌ

وَإِن عَطِلَت عُثَيمَةُ قُلتُ ريمُ

لَها وَجهٌ يُضيءُ كَضَوءِ بَدرٍ

عَتيقُ اللَونِ باشَرَهُ النَعيمُ

إِذا الحُبُّ المُبَرِّحُ بادَ يَوماً

فَحُبُّكِ عِندَنا أَبَداً مُقيمُ

أَصومُ إِذا تَصومُ عُثَيمَ نَفسي

وَأُفطِرُ حينَ تُفطِرُ لا أَصومُ

قَليلُ رِضاكِ يُحمَدُ عِندَ نَفسي

وَسُخطُكِ عِندَنا حَدَثٌ عَظيمُ