أناسية عفراء ذكري بعدما

أَناسِيَةٌ عفراءُ ذكريَ بَعْدَما

تركتُ لها ذِكْراً بِكُلِّ مَكانِ

ألا لَعَنَ اللهُ الوُشاةُ وقَوْلَهُمْ

فُلانَةُ أَمْسَتْ خُلَّةً لِفُلانِ

فَوَيْحَكُما يا واشِيَيْ أُمِّ هَيْثَمٍ

فَفِيمَ إِلى مَنْ جِئتُما تَشيانِ

أَلا أَيُّها الواشي بِعفراءَ عندنا

عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلِسْتَ تراني

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تخَلَّلَتْ

عَناجيجُهُ جسمي وكيف بَراني

لَوَ أَنَّ طبيبَ الإنْسِ والجِنِّ داويا

الذي بيَ من عفراءَ ما شَفياني

إذا ما جَلَسْنا مَجْلِساً نَسْتَلِذُّهُ

تَواشَوا بِنا حتى أَمَلَّ مكاني

تَكَنَّفَني الواشُونَ مِنْ كلِّ جانِبٍ

وَلَوْ كانَ واشٍ واحدٍ لَكَفاني

وَلَوْ كانَ واشٍ بِالْيَمامَةِ دارُهُ

وداري بِأَعْلى حَضْرَمَوْتَ أَتاني

فَيَا حَبَّذا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَني

وَمَنْ حَلِيَتْ عيني به ولساني

ومَنْ لَوْ أَراهُ في العَدُوْ أَتَيْتُهُ

ومَنْ لو رآني في العَدُوِّ أَتاني

ومَنْ لَوْ أَراهُ صادِياً لَسَقِيتُهُ

ومَنْ لو يَراني صادِياً لَسَقاني

ومَنْ لو أَراهُ عانيِاً لَكَفَيْتُهُ

ومَنْ لَوْ يَراني عانياً لَكَفاني

ومَنْ هابَني في كلِّ أَمْرٍ وهِبْتُهُ

ولَوْ كُنْتُ أَمْضي من شَباةِ سِنانِ

يُكَلِّفُني عَمِّي ثمانين بَكْرَةً

ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقَطِّعْنَ الأَزِمَّةَ بالبُرى

ويَقْطَعْنَ عرْضَ البيدِ بالوَخَدانِ