حتى متى يا قلب لا تستفيق

حتّى مَتَى يا قلبُ لا تَستفيقْ

حَسْبُكَ قد حُمِّلتَ مالا تُطيقْ

أضنَاكَ إشفاقُكَ من غَدرِهمْ

وما عَسى يُجدي حِذَارُ الشَّفِيقْ

إن أخْلَفُوا عَهدَك أو بدَّلُوا

فكُن بِحُسْن الصَّبرِ عنهُم خَليقْ

واعزِم عَلى سُلوانِهِم عَزْمةً

تَثْنِيكَ بعد الرِّقِّ حُرّاً طليقْ

لا تَبكِهِم إن نَزَحَتْ دارُهُمْ

واهجرْهُمُ هجرَ الخَلِيِّ المُفيقْ

لن تعدَمَ الأَعواضَ عنهُم ولاَ

في الأرضِ إن أنتَ ترحَّلتَ ضِيقْ

دَعْ ذا فما الناسُ سواءٌ ولا

يلْقَى الفتَى في كلِّ أرضٍ صَديقْ

وهبكَ تلقى عِوضاً عنهُمُ

أراجعٌ عصرُ الشبابِ الأَنيقْ

عَلِقتُهم حينَ رداءُ الصِّبَا

ضَافٍ وغُصني ذُو اعتدالٍ ورِيقْ

حتى إذا أُشرِبَ قَلبي لهُمْ

حُبّا جَرى في الجسمِ جَرْيَ الرَّحيقْ

ألتِمِسُ الأعواضَ عنهُم َلقَد

أتيتُ ما ليسَ بمثلي يَليقْ

أرُوعُهم بالعَتْب مُستصلِحا

وتحتَ ذاك العَتبِ قَلبٌ شَفيق

يرعَى لهم ما ضيَّعُوا إِنَّهُ

بِهمْ على ما كانَ منهُم رَفيقْ