دنياي ناشزة فإن فارقتها

دنيايَ ناشِزَةٌ فإن فارَقتُهَا

طوعاً وإلا فارقَتْنِي كارِهَا

إنّا لَنُنْكِرُ سوءَ عاقبةِ الورَى

فيها ونَهْوَاها على إِنكارها

كلٌّ بها كَلِفٌ ومن يزهدْ يكُنْ

في زُهْدِهِ متكلِّفاً مُتَكارها

أَذْكَرتُ نَفْسي مَصْرَع الآباءِ مِنْ

قَبْلي فَمَا أَصْغَتْ إلى إِذْكَارِهَا

وعجِبْتُ منها كَيفَ لم يَجْرِ الذِي

خُلِقَتْ لهُ يَوْماً عَلى أَفْكَارِهَا

والمَوتُ إن لم يأتِ في إِمْسائها

وافَى معَ الإِصْباح في إِبْكَارِهَا

وأمَامَها السَّفَرُ البَعيدُ وقَطْعُهُ

بِالبِرِّ لا بِقُرومِها وبِكَارِها

والدَّهرُ يَطْرقُ بالخطوبِ وما لَنَا

بعَوانِها أَيْدٌ ولا أَبْكارِها

والتُرْبُ أوكارُ الأنامِ وكُلُّنَا

كالطَّيرِ رائحةً إلى أَوْكارِها