فئتي ألتجي إليه من الخطب

فِئَتِي ألتَجِي إليهِ من الخَطْ

بِ وذُخرِي إن غَال وَفْريَ غولُ

بعلاهُ أسمُو ومِن فضلِ ما نَوْ

وَلَ أَقضِي فَرضَ العُلا وأُنيلُ

مَلِكٌ يذكُرُ المواعيدَ والعه

دَ ويُنسيهِ فضلُهُ ما يُنيلُ

مُلكُهُ ملْكُ رَحمةٍ وقضايَا

هُ بما جاءَنا بهِ التَّنزيلُ

أنتَ حلَّيتَ بالمكارِم أهلَ ال

عصرِ حتّى تعرَّفَ المجهولُ

وعلاَ خاملٌ وحَامَى جَبانٌ

ووفَى غَادِرٌ وجادَ بَخيلُ

وحميتَ البلادَ بالسّيفِ فاستص

عَبَ منهَا سهلٌ وعَزَّ ذليلُ

وقسمتَ الفَرِنجَ بالغزوِ شطري

ن فهذَا عانٍ وهذَا قتيلُ

والّذي لم يَحِن بسيفِكَ من خَو

فِك أمسَى وعقلُهُ مخبولُ

مثَّل الخوفُ بينَ عينيهِ جيشاً

لك في عُقرِ دارِه ما يزولُ

فالرُّبى عِندَه جيوشٌ وموجُ ال

بحرِ في كلِّ لُجّةٍ أسطولُ

وإذا مَا أغفَى أقضَّ به المَضْ

جعَ في الحُلم سيفُكَ المسلولُ

فابقَ للمسلمينَ كهفاً وللإف

رنجِ حَتْفاً ما أعقبَ الجيلَ جيلُ

بين مُلكٍ يدومُ ما دامتِ الدّنيا

وحالٍ في الفضلِ ليست تَحولُ

ثابِتَ الدَّستِ في اعتلاءٍ وجَدٍّ

وعطاياكَ في البلادِ تَجولُ

بَالغَ العبدُ في النّيابةِ والتَّحْ

ريضِ وهو المفَوَّهُ المقبولُ

فرأَى من عَزيمةِ الغَزوِ ما كَا

دت له الأرضُ والجبالُ تميلُ

وأجابتْه بالصّليلِ سُيوفٌ

ظَامئاتٌ وبالصَّهِيلِ خُيولُ

ورأَى النَّقْعَ راكداً دون مَجرى الشْ

شَمسِ والأرضَ بالجيوشِ تَسيلُ

كلُّ أَرضٍ فيها من الأُسْدِ جيشٌ

سائرٌ فوقَه من السُّمْرِ غِيلُ

وإذا عاقَت المقاديرُ فاللّ

هُ إذاً حسبُنَا ونعْمَ الوكيلُ