نفسي الفداء لظالم متعتب

نفسي الفِداءُ لظالمٍ مُتَعتّبٍ

مُتباعِدٍ بالهجر وَهوَ قريبُ

فقَمَرٌ عليهِ من ذوائبِهِ دُجًى

يهتزُّ منهُ على القَضيبِ كثيبُ

يمشي وقد فعل الصبا بقوامه

فعل الصبا بالغصن وهو رطيب

في وجهِهِ ماءُ الملاحةِ حائِرٌ

فقلوبُنا الظَّمأَى عليه تلوبُ

لِلِحاظِهِ في القلبِ وَقعُ سهامِهِ

لكنَّ تلكَ تطيشُ وَهيَ تُصيبُ

أشتاقُهُ وهو السَّوادُ بناظري

مَن لي بحُسنِ الصَّبر حينَ يغيبُ

أَحبَبتُ فيه اللائِمينَ لأَنَّهُ

يحلو بسمعي ذكرُهُ ويَطيبُ

ومنحتُهُ كلَّ الهوى دونَ الورى

طُرّاً ومالي من هواهُ نصيبُ

ومنَ العجائبِ فعلُهُ بي في الهوى

ما تفعلُ الأعداءُ وهو حبيبُ

إن جارَ إذ حَكَّمتُهُ في مُهجَتي

فالعَدلُ في حُكمِ الغرامِ غريبُ

والصَّبُّ يَستَحلِي مراراتِ الهوى

فيه ويعذبُ عنده التّعذيبُ