وافتك حالكة السواد يخالها

وافَتكَ حالِكةُ السَّوادِ يَخالُها

صِبْغَ الشّبابِ النّاظِرُ المتَوسِّمُ

فيها رِماحُ الخَطِّ مُرْهَفَةَ الشّبَا

تُردِي الطّعِينَ ولا يُضَرِّجُها دَمُ

من كلِّ أهيفَ إن جَرَى في طرسِهِ

نَاجى فأفْهَمَ وهْو لا يَتكلّمُ

بيضُ الأيادي في سوادِ لُعابِهِ

فكأنّما الأرزاقُ منه تُقَسَّمُ

تَحوِي مُسلّطَةً عليها يَختَشي

من حدّها الماضِي الحُسامُ المخْذَمُ

تَأديبُها لهُمُ بقَطعِ رُؤوسِهم

إن قَصّروا في السّعيِ عما تَرسُمُ

فانعَم بحُسنِ قَبولِهَا مُتَطوِّلاً

فالشكْرُ لاَ يَحويهِ إلاّ مُنعِمُ