أكذاك تبكر في علاك وتمطر

أكذاك تبكر في علاك وتمطر

يا غيث ملكك لك ملكك مزهر

تسعى وجودك مثل ظلك تابع

لك والمواهب إثر خطوك تقطر

لم يبق في أم العواصم معهد

إلا وفيه من عهادك أنهر

فاليوم عطشاها بسيبك رية

واليوم مجدبها بريك مغمر

هش المقام الأحمدي لزائر

سبقت عوارفه إليه تبشر

جار على سنن الجدود كما بنوا

يبني وعما أقصروا لا يقصر

لو يستطيع مزوره من شوقه

لأطل يرتجل الثناء ويشكر

أوعي من دهش هناك خطيبه

لأقام يخطب في الحضور المنير

يستقبل المحراب منك مملكاً

هو مثله للملك بل هو أكبر

آثار أسماعيل في ريعانها

ملء الجفون إلى حسين تنظر

فكأنما هي السن لفعاله

أبداً تباهي في العصور وتفخر

حيتك آثار النبي محمد

وغدت تهلل باسمه وتكبر

فترو من بركاتها ورضائه

فلأنت أولى بالرضاء وأجدر

اليوم يصطنع الثنا لك مخلصاً

وغداً تظل به ترن الأعصر

لله طنطا ما أشد سرورها

لله أعين أهلها من تبصر

يطأ الحسين ترابها فيضوع من

خطواته في جانبها العنبر

سيبيت معهدها يسامي أفقها

ويبيت ملتفتاً إليه الأزهر

حسب الشبيبة أنها في روضه

قد نورت وكذاك سوف تنور

مولاي فضلك هاج منطق صامت

والفضل يقتدح اللسان فيذكر

علمتني صوغ الثنا فعلمته

ونهضت أنظم في ثناك وأنثر

أنا صادق في ما أقول وضامن

أن الزمان إذا أقول يكرر