هجرت الثرى وطلبت السماء

هجرت الثرى وطلبت السماء

ولا غرو دأب العلي العلاء

فإن يرثك الناس في حزنهم

فإني لمصر اطيل الرثاء

بكتك وكم من ذكي بكت

لقد عودت مصر طول البكاء

وكانت تخاف عليك الفناء

فليست تخاف عليك الفناء

وإنك حي بطيب الثناء

كما كنت حيّاّ بطيب الثناء

على أن في مهج الفاضلين

عليك لواعج تأبى الشفاء

هم فقدوا معك زين الشباب

وهم عدموا معك صدق الإخاء

وفوا لك بالود بعد النوى

كذاك حزاء الوفي الوفاء

فما للمعارف عنك سلو

ولا للمعارف فيك عزاء

رحتك زماناً لأعبائها

فزلت وقد زال ذاك لرجاء

تظل تناديك في حزنها

وهيهات لست تجيب النداء

يعاد ولكن لغير تدان

فراق ولكن بعيد اللقاء

تجاوزت ملكاً قليل البقاء

ويممت ملكاً كثير البقاء

فمتعك الله فيه بخير

قصارى محبيك هذا الدعاء