أيا لا هيا في القصر قرب المقابر

أَيا لا هِياً في القَصرِ قُربَ المَقابِرِ

يرىكُلَّ يَومٍ وارِداً غَيرَ صادِرِ

كَأَنَّكَ قَد أَيقَنتَ أَن لَستَ صائِراً

غَداً بَينَهُم في بَعضِ تِلكَ الحَفائِرِ

تَراهُم فَتَلهو بِالشَرابِ وَبَعضِ ما

تَلَذُّ بِهِ مِن نَقرِ تِلكَ المَزاهِرِ

وَما أَنتَ بِالمَغبونِ عَقلاً وَلا حِجىً

وَلا بِقَليلِ العَلمِ عِندَ التَخابُرِ

وَفي ذاكَ ما أَغناكَ عَن كُلِّ واعِظٍ

شَفيقٍ وَما أَغناكَ عَن كُلِّ زاجِرِ

وَكَم نِعمَةٍ يَعصي بِها العَبدُ رَبَّهُ

وَبَلوى عَدَتهُ عَن رُكوبِ الكَبائِرِ

سَتَرحَلُ عَن هَذا وَإِنَّكَ قادِمٌ

وَما أَنتَ في شَكٍّ عَلى غَيرِ عاذِرِ