إقر السلام على إلف كلفت به

إِقرَ السَلامَ عَلى إِلفٍ كَلِفتُ بِهِ

قَد رُمتُ صَبراً وَطولُ الشَوقِ لَم يَرمِ

ظَبِيٍ تَباعَدَ عَن قُربي وَعَن نَظَري

فَالنَفسُ وَآلِهَةً مِن شِدَّةِ الأَلَمِ

كُنّا كَروحَينِ في جِسمٍ غِذاؤُهُما

ماءُ المَحَبَّةِ مِن هامٍ وَمُنسَجِمِ

إِلَفَينِ هَذا بِهَذا مُغرَمٌ كَلِفٌ

وَواحِدٌ في الهَوى مِنّا بِمُتَّهَمِ

لِلَّهِ تِلكَ اللَيالي وَالسُروربِها

كَأَنَّما أَبصَرَتها العَينُ في الحُلُمِ

فَفَرَّقَ الدَهرُ شَملاً كانَ مُلتَئِماً

مِنّا وَجَمَّعَ شَملاً غَيرَ مُلتَئِمِ

ما زِلتُ أَرعى نُجومَ اللَيلِ طالِعَةً

أَرجو السَلُوَّ بِها إِذ غِبتُ عَن نَجمي

نَجمٌ مِنَ الحُسنِ ما يَجري بِهِ فَلَكٌ

كَأَنَّهُ الدُرُّ وَالياقوتُ في النَظمِ

ذاكَ الَّذي حازَ حُسناً لا نَظيرَ لَهُ

كَالبَدرِ نوراً عَلا في مَنزِلِ النِعَمِ

وَقَد تَناظَرَ وَالبِرجيسَ في شَرَفٍ

وَقارَنَ الزَهرَةَ البَيضاءَ في تومِ

فَذاكَ يُشبِهُ في حُسنِ صورَتِهِ

وَذا يَزيدُ بِحَظِّ الشِعرِ وَالقَلَمِ

أَشكو إِلى اللَهِ ما أَلقى لِفُرقَتِهِ

شَكوى مُحِبٍّ سَقيمٍ حافِظِ الذِمَم

لَو كُنتُ أَشكو إِلى صُمِّ الهِضابِ إِذاً

تفَطَّرَت لِلَّذي أُبديهِ مِن أَلَمِ

يا غادِراً لَم يَزَل بِالغَدرِ مُرتَدِياً

أَينَ الوَفاءُ أَبن لي غَرَ مُحتَشَمِ

إِن غابَ جِسمُكَ عَن عَيني وَعَن نَظري

فَما يَغيبُ عَنِ الأَسرارِ وَالوَهمِ

إِنّي سَأَبكيكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ

تَبكي أَليفاً عَلى فَرعٍ مِنَ النَشَمِ