ذكر الناس دار نصر لزرياب

ذَكَرَ الناسُ دارَ نَصرٍ لِزَريا

بَ وَأَهَلَّ لِنَيلِها زِريابُ

هَكَذا قَدَّرَ الإِلَهُ وَقَد تَج

ري بِما لا تَظُنُّهُ الأَسبابُ

أَخرَجوهُ مِنها إِلى مَسكَنٍ لَي

سَ عَلَيهِ إِلّا التُرابَ حِجابُ

لا يُجيبُ الداعيهِ فيهِ وَلا يَر

جِعُ مِن عِندِهِ إِلَيهِ جَوابُ

وَتَغانَت المَراكِبُ عنهُ

وَأُميلَت إِلى سَواهُ الرِكابُ

لَيسَ مَعَهُ مَن كانَ ما كانَ قَد جَمْ

مَعَ إِلّا ثَلاثَةٌ أَثوابُ

وَتَلاشى جَميعُ ذاكَ فَلَمّا

يَبقَ إِلّا ثَوابُهُ أَو عِقابُ

عَسكَرٌ جَنَّدوا فَلَيسَ بِمَأذو

نٍ لَهُم عَنهُ إِن يَكونَ الحِسابُ

فَرَأَيتُ الرِقابَ مِن أَهلِهِ ذَلْ

لَت وَعَزَّت مِن آخَرينَ رقابُ

وَكَذاكَ الزَمانُ يَحدُهُ في تَص

ريفِهِ الذُلُّ وَالبَلا وَالخَرابُ

لَتَعَجَّبتُ وَالَّذي مِنهُ أُعجِب

تُ إِذا ما نَظَرتُ شَيءٌ عُجابُ

لَكَأَنَّ الَّذي تَوَلّى الَّذي كا

نَ عَلَيهِ مُخَلَّدٌ لا يُرابُ

فِعلُهُ بَعدُهُ كَفِعلِ اِمرئٍ لَي

سَ عَلَيهِ بَعدَ المَماتِ حِسابُ

وَلَعَقلُ الفَتى صَحيحٌ وَلكِن

حَيَّرَتهُ الأَوراقُ وَالأَذهابُ