كتبت وشوق لا يفارق مهجتي

كَتَبتُ وَشَوقٌ لا يُفارِقُ مُهجَتي

وَوَجدي بِكُم مُستَحكَمٌ وَتَذَكُّري

بِقُرطُبَةٍ قَلبي وَجِسمي بِبَلدَةٍ

نَأَيتُ بِها عَن أَهلِ وُدّي وَمَعشري

سَقى اللَهُ مِن مُزنِ السَحابِ ثَرَّةً

دِيارَكُم اللاتي حَوَت كُلَّ جُؤذُرِ

بِحَقِّ الهَوى أَقرِ السَلامَ عَلى الَّتي

أَهيمُ بِها عِشقاً إِلى يَومِ مَحشَري

لَئِن غِبتُ عَنها فَالهَوى غَيرُ غائِبٍ

مُقيمٌ بِقَلبِ الهائِمِ المُتَفَطِّرِ

كَأَن لَم أَبِت في ثَوبِها طولَ لَيلَةٍ

إِلى أَن بَدا وَجهُ الصِباحِ المُنَوِّرُ

وَعانَقتُ غُصناً فيهِ رُمّانُ فِضَّةٍ

وَقَبَّلتُ ثَغراً ريقُهُ ريقُ سُكَّرِ

أَأَنسى وَلا أَنسى عِناقَكِ خالِياً

وَضُمّي وَنُقلي نَظمُ دُرٍّ وَجوهِرِ

فَواحَزَني أَن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا

وَكَدَّرَ وَصلاً مِنكِ غَيرَ مُكَدَّرِ

لَقَد غُرِّرَت نَفسي بِحُبِّكَ ضِلَّةً

وَلَو عَلِمَت عُقبى الهَوى لَم تُغَرَّرِ

بَكَيتُ فَما أَغنى البُكا عِندَ صحبَتي

وَشَوقي إِلى ريمٍ مِنَ الإِنسِ أَحوَرِ

سَلامٌ سَلامٌ أَلفَ أَلفٍ مُكَرَّرٌ

وَيا حامِلاً عَنّي الرِسالَةَ كَرِّرِ

أَلا يا نَسيمَ الريحِ بَلِّغ سَلامَنا

وَصِف كُلَّ ما يَلقى الغَريبُ وَخَبِّرِ

وَقُل لِشُعاعِ الشَمسِ بَلِّغ تَحَيَّتي

سَمِيَّكَ وَاِقرَأها عَلى آلِ جَعفَرِ