تقول هشيمة فيما تقول

تقولُ هَشَيمة فِيما تقُولُ

مَلَلتَ الحَيَاة أَبَا مَعمَرِ

ومَالِي أَلاَّ أَمَلَّ الحَيَاةَ

وهَذَا بِلاَلٌ عَلَى المِنبَرِ

وهذَا أخُوهُ يَقُودُ الجيوش

عظيمُ السرادُقِ والعَسكرِ

دقيقين لا حُرمَةً يَعرِفَانِ

لِجَارٍ وَلاَ سَائِلٍ مُعتَرِي

وأما ابنُ سَلمَى فَشِبهُ الفَتَاة

بَكُورٌ عَلَى الكُحلِ والمِجمَرِ

دَبُوب العشَاءِ إِذَا أَطعمت

حَلِيلَةُ كُلِّ فَتًى مُعورِ

وأمَّا ابنُ أشعَثَ ذُو التُّرَّهَات

وذُو الكِذبِ والزُّورِ وَالمُنكرِ

فَلَو قِيل عَبدٌ شَرَتهُ التِّجَارُ

سَبِيٌّ مِنَ الرُّومِ لَم يُنكرِ

وأما ابنُ ماهانَ بَعدَ الشَّقَاءِ

وبعَد الخِيَاطةِ في كَسكرِ

يَرُوحُ يُسامِي مُلوكَ العِرَاقِ

وقد عَاشَ حِيناً لَم يُذكر

يروح إذَا رَاحَ في المُعسِرِين

وإن أيسرَ النَّاسُ لَم يُوسِرِ

واما المكَحَّلُ وَهبُ الهُنَاة

فَلَو دُهِقَ الدَّهرَ لم يَصبرِ

عن الصَّنجِ والزَّفنِ والمُسمِعَا

ت وقَرعِ القواقِيز والمِزهرِ

ولاَعَن هَنَاتٍ لَهُ لَو ظَهَرنَ

فَمَاتَ عَلَيهنَّ لم يُقبَرِ

وهذا ابنُ زَيدٍ له جُبَّةٌ

تفوحُ من المسك والعَنبَرِ

وهذا أبانٌ بُنَيُّ الوَلِيدِ

خطِيبٌ إذَا قَامَ لَم يُحضَرِ

أبعد الدواة وبعد الطروسِ

وبعد انكبَابٍ عَلَى الدَّفترِ

ولَوحَلَّ ضَيفٌ بِهِ لم يزِدهُ

عَلى الأَبيَضَينِ مَعَ الصَّعتَرِ