من يلم الدهر ألا

من يَلَم الدَّهر ألا

فالدهرُ غير مُعتبهْ

أو يَتَعجَّبْ لِصُرُو

ف الدَّهرِ أو تَقَلُبِهْ

وكلُّ ذي عجوبِة

جارٍ إلى تَعَجُّبِهْ

مضى بذاك مثل

من يَر يوماً يَر بهْ

قولُ حكيمٍ قَالَه

في سالفاتِ حِقَبِهْ

ورأسُ أمرِ لامرئٍ

خيرٌ له من ذَنَبِهْ

حتفُ امرئٍ لسانهُ

في جدّهِ أو لَعبِهْ

بين اللُّهى مسْكَنُهُ

رُكّبَ في مُر كَّبِهْ

ورُبَّ ذي مزح أفيـ

ـتت نفسه في سببِهْ

ليس الفتى كل الفتى

لاَّ الفتى في أدبِهْ

وبعض أُخلاق الفتى

خَيرٌ له من نسبِهْ

يحلمُ عنك في الرِضا

كحلمِه في غَضَبِهْ

وذو النُّهى ليست تبا

عاتُ الهوى من أدبِهْ

لما يرى من أفنِهِ

فيه ومن تَشَعبِهْ

وآفة الرأي الهوى

والحزم في تَجَنُّبِهْ

والأصلُ ينمي فرعه

والمرءُ عند حَسَبِهْ

وأظنُن بكل كاذب

ما شئت بعد كذبِهْ

والصدق من أفضل ما

يؤثر عن مكتسبهْ

من يَقنَعِ الدهرَ وإن

قل أثاثُ نَشَبِهْ

يعشْ رحيباً بالهُ

في ضيقهِ أو رحبِهْ

ومن يصاحب صاحباً

يُنسبْ إلى مستَصحبهْ

بِزائنات رُشْده

أو شائنات رتبهْ

وربما عرَّ صحَا

حا جرب بجربهْ

يعرف من حال الفتى

في لبسه ومركبِهْ

وفي شَمَأزيزَته

منكَ ومن تَعَتُّبِهْ

عليك أو أصغائِهِ

إليك أو تحَبُّبِهْ

والحرُ قدَ تعرِفُهْ

بلينهِ وقُربِهْ

وعَزْمهِ وحزمِهِ

ورأيِهِ وحد بِهْ

والمرءُ قد يُدرِكُهُ

يوماً جنودُ منصَبِهْ

بجهله يعرف وسيـ

ـماه في توثبهْ

وشرَّةِ النفس وفي

إلحاحِهِ وطَلَبِهْ

رفيقُ كلِّ مطْمَعٍ

بحرصِهِ وتَعَبِهْ

وقد تعدَّى طَورَهُ

عن كُنِهاتِ رُتبَهْ