يا فرحتا إذ صرفنا أوجه الإبل

يا فرحتا إذ صَرَفنا أوجه الإبلِ

نحو الأحبةِ بالازعاج والعجَلِ

نَحثهن ولا يُونين من دَأبٍ

لكنَّ للشوق حَثاً ليس للإبلِ

يا نائياً قربَتْ منه وسَاوِسهُ

أمسَى قرينَ الهوى والشَوقِ والوجَلِ

إن طالَ عَهدُكَ بالأحبابِ مُغترِباً

فإنَّ عَهدَكَ بالتَسهيدِ لم يُطلِ

أمَا اشتَفى الدَّهرُ منَ حرّان مُختَبل

صبِّ الفُؤادِ إلى حَرانَ مُختبَلِ

عِش بالرَجاءِ وأملَ قُربَ دارِهم

لعل نَفسَك أن تبقى مع الأملِ

تَهوى العراقَ وما فيهِ لنا شَبحَنٌ

إلا التقرب من كتبٍ ومن رسلِ

وتستريحُ إلى ريح مؤدِّيَةٍ

ريا الأحبة تأتينا على مهلِ

إذا جَرَت لم يَعقهَا أن تُبَلغنا

نسيمَهُم عرض رملٍ لا ولا جبلِ

ونرتجي دولةً للشملِ جامعةً

بالرَّقتينِ فإن الدهرَ ذو دولِ