أرقت لبرق دونه شدوان

أَرِقتُ لِبَرقٍ دونَهُ شَدَوانِ

يَمانٍ وَأَهوى البَرقَ كُلَّ يَمانِ

فَبِتُّ لَدى البَيتِ الحَرامِ أَشيمُهُ

وَمَطوايَ مِن شَوقٍ لَهُ أَرِقانِ

إِذا قُلتُ شيماهُ يَقولانِ وَالهَوى

يُصادِفُ مِنّا بَعضَ ما يَرَيانِ

جَرى مِنهُ أَطرافَ الشَرى فَمُشَيِّعٍ

فَأَبيانَ فَالحَيّانِ مِن دِمِرانِ

فَمَرّانَ فَالأَقباصِ أَقباصِ أَملَجٍ

فَماوانَ مِن واديهِما شَطَنانِ

هُنالِكَ لَو طَوَّفتُما لَوَجَدتُما

صَديقاً مِنِ اِخوانٍ بِها وَغَوانِ

وَعَزفَ الحَمامِ الوُرقِ في ظِلِّ أَيكَةٍ

وَبِالحَيِّ ذو الرودَينِ عَزفَ قِيانِ

أَوَيحَكُما يا واشِيَي أُمِّ مَعمَرٍ

بِمَن وَإِلى مَن جِئتُما تَشِيانِ

بِمَن لَو أَراهُ عانِياً لَفَدَيتُهُ

وَمَن لَو رَآني عانِياً لَفَداني

أَلا لَيتَ حاجاتي اللَواتي حَبَسنَني

لَدى نافعٍ قُضّينَ مَنذُ زَمانِ

وَما بي بُغضٌ لِلبِلادِ وَلا قِلىً

وَلَكِنَّ بَرقاً في الحِجازِ دَعاني

فَلَيتَ القِلاصَ الأُدمَ قَد وَخَدَت بِنا

بِوادِ يَمانٍ ذي رُبىً وَمَحانِ

بِوادٍ يمان يُنبِتُ السِدرَ صَدرُهُ

وأَسفَلُهُ بِالمَرخِ وَالشَبُهانِ

يُدافِعُنا مِن جانِبَيهِ كِلَيهِما

غَريفانِ مِن طَرفائِهِ هَدِبانِ

وَلَيتَ لَنا بِالجَوزِ وَاللَوزِ غيلَة

جَناها لَنا مِن بَطنِ حَليَةَ دانِ

وَلَيتَ لَنا بِالديكِ مُكّاءَ رَوضَةٍ

عَلى فَنَنٍ مِن بَطنِ حَليَةَ دانِ

وَلَيتَ لَنا مِن ماءِ زَمزَمَ شَربَةً

مُبَرَّدَةً باتَت عَلى طَهَيانِ