عاود العين سهدها فحماها

عاود العين سهدُها فحماها

سنة النوم فاستباح حماها

عيدها بالهدُوّ طاف يوافى الـ

ـعين واعتاد سهدها وقذاها

كلما اعتاد في الحيازم أورى

من دفين الهموم برح جواها

أم دعاها لما مضى من صباها

فاندعت للذي إليه دعاها

طارقُ الطيف من سليمى وأنّى

لسُلميى الطريقُ بعد كراها

وسليمى فروقةٌ حين تخطو

بين جاراتها قصيرٌ خطاها

أم نسيم الجنوب أم لبروق

آخر الليل بات يبدو سناها

أم لورق على غصون تداعت

بالبكا هيّج البكاء بكاها

أم لدور لآل زينب جرّت

فوقها الذيل أرضها وسماها

فروايا السماء تهمى عليها

والهوابى شمالها وصباها

ما عناك الغداة من دار سلمى

درست بعدها وشطّ نواها

فلئن كان كل مغنى لسلمى

لك يبدو يهيجُ منك هواها

فبذات الكلاب مغنى ومغنى

لسليمى لدى نبيكة راها

ولها حول مخرم البير دار

أوحشت بعدها وصم صداها

وبخيف الطريق دار ودار

باضاة الحمار عاف رباها

زعم الجاهلون أّ عهودا

كنّ بينى وبينها أناها

أو منحت الوداد غير سليمى

لا ومن زيّن السما وبناها

ودحا الأرض والجبال عليها

بعد تمهيد صنعها أرساها

ما تغيّرت لا ولكن عدانى

عن لقاها أجلّ ممّا عداها

غير أنى أرى العسير يسيراً

في الهوى والعسير ان لا أراها

ومهاوٍ تهاب إن نظرتها

عين مجتازها الجليد سراها

كل يهماء صارخ البوم يدعو

في دجنّاتها يخاف رداها

فلها من هنا وهنّا دويّ

بين غطش بالليل أعمى هداها

ورقيب وحارسٍ وعدو

ينصبون الرصاد لي بلقاها

قد تجشّمتُ هولها أتخطّى

لسليمى حتّى دخلت علاها

فتميّزتُها فدلّ عليها

في الدجى طيب نشرها وبُراها

فجلوتُ النقاب أبحث حتفى

عن كجيدانةٍ أصيب طلاها

فسَمَت فوق حقفه تتراءى

فهي تسمو وتستخير رشاها

مقلتيها وجيدها وسليمى

فضل اللّه وجهها وقفاها

فعلتنى مهابةٌ ووجومٌ

من لقاها وما علاني علاها

فأشارت بأنّ في البيت ناسا

ينشرون الحديث فيمن أناها

قلت لاعين ويك تخشى فقالت

كل عين في حيّنا نخشاها

قلت لأيا وصلت قالت تنحّى

قبل دهياء معضل ألقاها

قلت فالموت ويك أيسرُ خطب

عند نفس الكريم دون مناها

ثم نازعتها الحديث أنيذا

فإذا كلّ ما عراني عراها

فتبيّنت أنّها بالتنحّى

تبتلى ما تخاف من رقباها

فصَفا بينَنا الحديثُ وقالَت

لا تعد مثلها وألق عصاها

ثم بتنا بقية الليل نلهو

بأحاديث لا يملّ جناها

عاذلى في السفاه تيدَكَ عنى

أسفاهُ الهوى يعِدُّ سفاها

ان تناهى الشباب عنّى وولى

فنبفسي فتوّةٌ لا تناهى