بعد الخريف بغيمتين

لم يحتفلْ أحدٌ بميلاد الغريبْ

نصفي أنا للشمسِ

والشمسُ اغترابْ..

مصلوبةٌ أمي على لحم البكاءِ

تقولُ: لا تحزنْ،

سيُنصفُكَ المطرْ

لم يحتفل أحدٌ بفاكهة الفقيرة..

وهبطتَ

من أعلايَ نحو رصيف إسمكَ

عائداً في يوم ميلادٍ

وسيدةٍ ستنسى..

نفسُ الذي يُبكيكَ

يُضحكُ

لا تلمْ طيني

أنا خبأتُ من كلّ اعترافٍ

صرخةً

لغيابكَ الصيفيّ

فاحزنْ

صوتهمْ نَفَقٌ

ولكني سرقتكَ من خريفْ..

يا أيها المولود بين الماء والنارِ

احتجاجاً

نصفُ قلبكَ ملجأٌ

والنصفُ شبّاك الأميرةِ

أوصدتهُ

على رماد العمرِ

وانطفأتْ

لترجعَ في الزحامْ..

هل آنَ أنْ تأوي إلى صوتي

لنوقدَ غصّةً

بعد الخريف بغيمتينِ

ونبكِ ما شئنا

ونفرح بالبكاءْ..

هل آنَ أنْ تُرخي على عينيكَ

صبّار الحقيقةِ

مَنْ يمرُّ إليكَ

منْ مدن البنفسجِ

أيها المسكون بالأمطارِ

يوماً ما

سيأكلكَ الحمامْ..

فاحزنْ

لأنكَ لن تكون مقاتلاً

ولأنهم سيعلّقُون على ضياء يديكَ

مشنقة السلامْ

واحزنْ

على ميلادكَ المنسيِّ

صوتكَ.. لا يخضُّ سوى دمي

والليلُ يقطف مثل عادته الخطا

والقلبُ

شبّاك الحبيبةِ قريةٌ

لفّ الغبار صهيل شهوتها

ونامْ