خراب الأرض أرض القصيدة

عندما ترجعُ بنتٌ

من سنا وعدٍ إلى بُعدٍ

وحيده…

عندما يذهب صوتٌ

كي يغني

في مساءاتٍ بعيدهْ..

عندما يرجعُ نَعْيَاً

فوق أكتافَ جريده

عندما لا يحزن الناسُ

ولا تبكي البيوتْ

أرتدي صمتي

وأبني من خراب الأرضِ

أرضاً للقصيده!!

موغلاً في نشوة التنقيب عن شكلٍ جديدْ

لم تعد تكفي الزوايا

كي نصلّي

لم تعد تكفي النوايا

كي نريدْ..

وأخيراً

كلَّ هذا العالم المحمول في الرؤيا

بريدْ

يرسلُ الأشياء

من موتٍ إلى موتٍ.. أكيدْ

***

ضفّةٌ أمي

وقبري ضفّةٌ أخرى

وترحالي عذابْ

والمدى

سربٌ من الأرواحِ.. مُقفلْ

أيها الحارس لا تكذبْ

فأنتَ الآن تبكي

نحن نبكي مرةً أولى

وأنتْ

كلما حاولتَ أن تضحكَ… تُقتلْ!!…

والرصيف الآن قُدّاسُ الغريبْ

قابعاً في آخر الصفِّ

أقولْ:

لو أتيتِ اليومَ

ماكنا وقفنا عشر أحقابٍ بباب الملحِ

كي نأوي إلى ساعة سُكَّرْ…

لو أتيتَ اليومَ

ما كنّا أقمنا بين نصفينا

حدوداً آمنه

أو زرعنا

بين كلِّ معسكرٍ ومعسكرٍ للموتِ.. مخفرْ

عندما يأتي الخريفْ

كلَّ شيءٍ في الهُنا.. والآنَ… أصفرْ

عندما يمسي الرغيفْ

قوةً عُظمى

يصيرُ القَشُّ “عنترْ”

عندما يمضي الرصيفْ

تاركاً وجهي

على بركة ماءٍ آفله

تستريح القافله

بين مجرورٍ ومبتدأٍ مُؤخّرْ…

فافعلي ما شئتِ

روحي

كأسُ بلّورٍ عتيقْ

كلما مرَّ الجنودُ

مُشرّقين لقتل عبدالله في مكّةَ… يُكسرْ

كلما حاولتُ

أنْ أخرج من قهري إلى عينيكِ

أُحشرْ..

في مضيقٍ بين أضلاعي سحيقْ…

كلما حاولتُ أن أربح إسمي

ينتهي اللُّعْبُ

وأخسرْ

كلما حاولتُ أن أسحقَ..

أَنشرْ..

كلما قلتُ: ستُفرجْ

إبنة الكلبِ.. تضيقْ!!