علمنا البرد

صوتكِ في الليل قرى الأحلامِ

وعند الصبح نخيلْ..

عيناكِ الماءُ المعلنُ بين الخوف وبين الصيف جبالَ صهيلْ

شفتاكِ نبيذْ

طفلٌ بردانٌ يتفقّدُ أزرار المعطفِ

كم ضيَّعَ منها في النومِ

وكم سيضيّعُ بعد قليلْ..

* * *

يا هذا المتعلّقُ في طين ردائي

ما أطيب رائحة الأرض البكرِ

وما أغبى أرصفة الخمرِ

تفشَّتْ في رئتيكَ

فزدتَ على الجسد المُطفأ.. قنديلْ

* * *

صوتكِ في الليل أنا والليلُ

وأمي تبصق زينتها

فالدفءُ جميلٌ

وأبي بعد رحيل النصف الدافئ؛ نصف جميلْ!!

من يسمح لي بالنوم على ركبة أمّه؟

من يعصر من عينيَّ سراباً للفقراءْ..

النهر بعيدْ

والطفل يفتش عن قدميه الضائعتين بحزن الماءْ

والطفلة تنبتُ من تحت أظافر همّه

من يوقظ صحوي

من يتفيّأ بالجسد المنشور على حبل غسيلْ؟..

من يأخذ هذا الوعد رداءً لحبيبتهِ

ويقبّلها.. قبل صلاة الملحْ

الطفلة تجهل فتنتها.. والطفل صغيرْ

صوتكِ في الليل عواء الروح المثقلة بآثام الشوقْ

يا هذا الساكنُ فوق الفوقْ

علّمنا البردْ

من يدخل خصر حبيبته في الليلِ.. أميرْ