علميني

علميني كيف أحيا

إنني ضيّعتُ في الذكرى حياتي

علميني

كيف أبقى أزرقاً كالبحرِ

صيفيّاً

كحلّم النورس المسكون حتى حزنه

بالأغنياتِ

علميني كيف أبكي

إنّ لون العشب في عينيكِ

يغري بالندى

جائعٌ صوتي لإسمكْ

ضرجّيني بالصدى

أنتِ يا ضمّة أمٍّ

في ليالي البرد تؤويني

وقد ضيّعتُ ذاتي..

عائداً من مطلع الفلِّ إلى الظلِّ

بلا إسمٍ وبيتْ

ليس لي أهلٌ

ولكني أتيتْ

من حياة الموت كي أحيا مماتي

ليس لي حبّةُ رملٍ

في غبار النيلِ

أو كوخُ فقيرٍ في الفراتِ

ليس لي أرضٌ

ولا منفى

ولا بقعة ضوءٍ في الرّخامْ..

علميني كيف أصحو

ليس لي أمٌّ بعينيها أنامْ

في سديم الخلقِ

صاغتني من القهر أكفُّ الخالقينْ

حاملاً خوفي على كتْفيْ.. شريدا

كلُّ ما في جُعبتي

نصفُ رغيفٍ من حنينْ

صار يكفي

كي أحبّ الناس

أو آوي إلى قبري وحيدا

في يباس الليل والأسماء والشارعِ

في أقصى الغيابْ

ليس لي شيءٌ

لقد ماتتْ بلادي

فارفعي عني متاريس العتابْ

كلّ ما بيني وبيني

خطوةٌ،

والبحرُ

والأعداءُ

والدنيا

وسجّانٌ..

وبابْ