واقتليني لتستمر الحياة

إنه الموتُ غابةٌ من سديمٍ

طعمُ رؤيا، ونزوةٌ، وانفلاتُ

صوتُ حُلْمٍ مُحاصَرٍ في المرايا

عِتْقُ طيرٍ تعوّدتهُ الجهاتُ

حقدُ ذئبٍ لو استعاد النوايا

ليس تشفي غليله الكائناتُ

كلُّ ذئبٍ بدمِّ يوسفَ يُردى

من قرونٍ، ويستمرُّ الجناةُ

أيها الذئب ياصديقيَ كُلْني

قبل أن يذبح البيوتَ الرعاةُ

***

واعبر القلب طائراً مرمريّاً

قبل أن يعبر المساءَ الحُفاةُ

وارتدِ الجرح ياصديقي قميصاً

قبل أن يجرح القميصَ الغزاةُ

ألفَ موتٍ تعال نصبحُ، حتى

من يَدَيْ موتنا.. تقومُ الحياةُ

***

يغمرُ الزوج زوجه ذات حزنٍ

بين روحيهما يمرُّ الشتاتُ

ينبتُ اليأس في السرير وينمو

فوق ثغرين يائسين السُّباتُ

يسقطُ الدفء عن طقوس المقاهي

تشربُ الوقت وحدها الطاولاتُ

ينفدُ الصمتُ والكلامُ.. ونمضي

دون جدوى، تعضُّنا الذكرياتُ

كلَّ شبرٍ من الشوارع عمرٌ

كان كنزاً، وأنفقتهُ البناتُ

كان ماكان.. والرسائلُ ضاعتْ

في المنافي؛ وضاعت الأغنياتُ

بلَّلَ الحزن معطف الروح، أمي

هل من القبر دعوةٌ والتفاتُ

وجهكِ البرُّ شردةٌ من حنينٍ

حين يرضى.. تزقزق القُبَّراتُ

يا أذاناً وياهديلَ حمامٍ

هل هديلُ الحمام إلا صلاةُ

فاصلبيني بجذع عينيكِ، إني

بعد عينيكِ موعدي والفَوَاتُ

واحمليني على ذراعيكِ طفلاً

واقتليني… لتستمرَّ الحياةُ