ألا طرقت ليلى فأحزن ذكرها

أَلا طَرَقَت لَيلى فَأَحزَنَ ذِكرُها

وَكَم قَد طَرانا طَيفُ لَيلى فَأَحزَنا

وَمَن دونَها مِن قِلَّةِ العَبرِ مُخرَمٌ

يُشَبِّهُهُ الرائي حِصاناً مُوَطَّنا

وَمُعتَرَضٌ فَوقَ القُتودِ تَخالَهُ

مَتاعاً مُعَلّى أَو قَتيلاً مُكَفَّنا

جَلَوتُ الكَرى عَنهُ بِذِكرِكِ بَعدَما

دَنا اللَيلُ وَاِلتَجَّ الظَلامُ فَأَغدَنا

أَلا عَلَّ لَيلى إِن تَشَكَّيتُ عِندَها

تَباريحَ لَوعاتِ الهَوى أَن تَلَيَّنا

عَلى أَنَّها خاسَت بِعَهدي وَحاذَرَت

عُيونَ الأَعادي وَالصَبيَّ المُلَحَّنا

أَعيبُ الَّتي أَهوى وَأُطري جَوارِياً

يَرَينَ لَها فَضلاً عَلَيهُنَّ بَيِّنا

بِرَغمي أُطيلُ الصَدَ عَنها إِذا بَدَت

أُحاذِرُ أَسماعاً عَلَينا وَأَعيُنا

فَقَد غَضِبَت أَن قُلتُ إِذ لَيسَ حاجَتي

إِلَيها وَقالَت لَم يُرِد أَن يُحِبَّنا

وَهَل كُنتُ إِلّا مُعمَداً قانِطَ الهَوى

أَسَرَّ فَلَمّا قادَهُ الشَوقُ أَعلَنا

أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى

فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا