تذكرت ليلى أن تغنت حمامة

تَذَكَّرتُ لَيلى أَن تَغَنَّت حَمامَةٌ

وَأَنّى بِلَيلى وَالفُؤادُ قَريحُ

يَمانِيَّةٌ أَمسَت بِنَجرانَ دارُها

وَأَنتَ عِراقِيٌّ هَواكَ نَزوحُ

وَمِن دونِ لَيلى سَبسَبٌ مُتَماحِلٌ

يُجيبُ صَداهُ اليَومَ حينَ يَصيحُ

يَظَلُّ بِها سِربُ القَطا مُتَحَيِّراً

إِذا ماجَ بَحرُ الآلِ وَهُوَ يَلوحُ

تَجوبُ مِنَ البَيداءِ كَدراءَ جَونَةً

سَماوِيَّةٌ عُجلي النَجاءِ طَموحُ

تَبادَرَ جَوناً تَنسُجُ الريحُ مَتنُهُ

لَهُ حَبَبٌ في جانِبَيهِ يَسيحُ

عَلَيهِ دِفاقٌ في الغُدَيّاتِ وارِدٌ

وَآخَرُ في بُردِ العَشيِّ يَروحُ

فَعَبَّت وَعَبَّ السِربُ حَتّى إِذا اِرتَوَت

ذَكَرنَ فِراخاً دونَهُنَّ طُروحُ

مَلَأنَ أَداوي لَم يَشِنهُنَّ خارِزٌ

بِسَيرٍ وَلا يُلغي بِهِنَّ جُروحُ

فَطِرنَ يُبادِرُ الضِياءَ تَقَدَّمَت

عَلَيهُنَّ مِغلاةُ النَجاءِ طَموحُ

إِلى اِبنِ ثَلاثٍ بِالفَلاةِ كَأَنَّما

بِجَنبيهِ مِن لَفحِ السُمومِ جُروحُ

فَظَلَّت تُسَقّيهِ نِطافَ إِداوَةٍ

لَهُ غَبقَةٌ مِن فَضلِها وَصَبوحُ