يقول خليلي باللوى من حفارة

يَقولُ خَليلي بِاللَوى مِن حُفارَةٍ

وَقَد قَفَّ تاراتٍ مِنَ الخَوفِ جانِبُه

حَذارِ الرَدى وَالقَلبُ يَعلَمُ أَنَّهُ

أَلَيسَ حِمامي لا مُحالَةَ أَنَّهُ

إِذا جاءَ ساقَتني إِلَيهِ حَوالِبُه

وَأَبيَضَ ماضي الهَمِّ مُنقَبِضِ الحَشا

كَريمِ النَثا يُغني بِهِ مَن يُصاحِبُه

أَخو ثِقَةٍ لَم يُعطَ ثَديَ وَليدَةٍ

كَنَصلِ اليَمانِي لَم تُغَلَّل مَضارِبُه

كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ لَونُ مُذهَبٍ

طَرَدتَ الكَرى عَنهُ بِذَكرَيكَ بَعدَما

أَطالَ سُرى لَيلٍ وَذَلَّت رَكائِبُه

فَقامَ كَسَكرانٍ بِهِ عُقبُ سَكرَةٍ

وَبَردَةُ مَجرورٍ مِنَ النَومِ جانِبُه

إِلى سَلسَلٍ رَسلٍ سَفيهٍ زِمامُهُ

أَنافَ لِأَعلى مَوضِعِ الرَحلِ غارِبُه

وَقُمتُ إِلى أَعوادِ حَرفٍ كَأَنَّما

تَرى بِأَقاصي البيدِ غُنماً تَناهَبُه

عَلَيهِ فَيَأبى أَن يُفَرِّطَ ثائِبُه

وَمَرَّت تُضاغي بِالعَشِيِّ ثَعالِبُه

لِنُدرِكَ وَصلاً بانَ مِنكَ لِنِيَّةٍ

وَلا خَيرَ في وَصلٍ يُماديهِ طالِبُه

فَأَشهَدَ عِندَ اللَهِ أَن قَد سَبَبتَني

كَأَنَّ سَلاقَ الخَمرِ بَينَ خِلالِهِ

وَأَسوَدَ مَيّادٍ عَلى جَيدِ عَوهَجٍ

جَعادِ النَواحي غَيرُ زُعرٍ ذَوائِبُه

وَرَخصٍ بِهِ الحَنّاءُ لَم يَعدُ أَن جَلا

أَكَمتُهُ بَعدَ التَثَبُّتِ خاضِبُه