أهذا إذن كل مايتبقى

إذا انتصف الليل.. واسودَّ….

ليل بلا قمرٍ أو نجوم,

وصار الندى مبهماً في الحديقة…

سيدتي,

ستجيء كعادتها,

ستعبر هذا الممر الكئيب,

وتمشي على العشب حافيةً,

لحظةً,

وأرى وجهها , ملصقاً, في زجاجة نافذتي,

من هنا,

حيث ينكسر الضوء والوهمُ:

عينان ذاهلتان,

وشعرٌ من الأبنوس, قد اخضرَّ من بلل الليل,

والتمعت خصلة منه,

فوق الجبين,

ومن دونما كلمة,

وبصمْت المحبين,

سوف تمد أصابعها

وتشير إلى بنصرٍ نزعوا خاتم الحب عنه,

فموضعه أبيض مثل جرح قديم,

وتبسم لي..

هكذا .. لمحةً

وتغيب,

وتترك فوق ضباب الزجاجة,

هذا الحنين الغريب..

حنين غريب…

أنا .. يشبه القبلات حنيني…

سأبحث عن شعرة علقتْ في الوسادةِ

قنينة عطرٍ .. علاها الغبار,

قميصٍ به عَرَقُ امرأةٍ…

أهذا , إذن, كل ما يتبقى من الحب؟