الشاعر

كفَّنَ اليقْظَة بالرؤيا وتاهْ

شاعرٌ كلُّ المنى بعضُ مُناهْ

تنزف البرهةُ من أيامه

ألمًا يعصرُ للناس جَناه

أيُّ فجر لم يشيِّع مرتجًى

صاغ في الليل مفاتيحَ دُناه؟

إيهِ كم مدَّ إلى النُّعمى يدًا

وترجّاها، فمالَتْ عن رجاه

هو في دنياه كالوهم، فلا

فكرةٌ ضمَّته، أو قلبٌ وعاه

جرَّحَ القلبَ هواه، فانثنى

شاكيًا يفضحُ للغير هواه

ظُنَّ مسكينًا عَرَتْه جِنَّةٌ

فمضى يزحم في التيه خُطاه

ليتهم يدرون كم من جنةٍ

أشعلَتْ للكونِ مصباحَ هُداه!

أيها الشاعر غَنِّ نغمًا

أسكرَ النفسَ ولم يبرحْ صداه

غنّهِ إلياذةً من هومَرٍ

أمرَعَتْ، والدهرُ لم يُدركْ صِباه

غنِّه ما شئتَ، كم قيثارةٍ

أبدعَتْ في عالم الفكر إله

سائلِ الأُولومبَ من لبنانَ من

ملعبِ الإغريقِ عن أمسٍ بناه

تتحدَّى العبقرياتُ به

صوْلةَ الدهرِ وتُملي ما رواه

صورًا للفتح لم يحلمْ بها

قائدٌ ركَّز في النصر لواه

هوذا الشاعر رَمْزُ الحقِّ في

عالَمٍ ضلَّ عن الحقِّ وتاه

يصلبُ النفس ليفدي أنفسًا

مرَّغَتْ في شهوةِ الحسِّ الجِباه