هبوا أن سجني مانع من وصاله

هبوا أَنَّ سجني مانِعٌ مِن وِصاله

فَما الخَطبُ أَيضاً في اِمتِناع خَيالِهِ

نعم لم تنم عَني فَيَطرُقَ طَيفُهُ

زَوالُ مَنامي علَّةٌ لِزَوالِهِ

فدا الصبّ من لم يَنسَهُ في بَلائه

وَيَنسى اسمه مَن كانَ في مثل حالِهِ

وَمَن صارَ سجني قطعةً مِن صدوده

وَطُول اِكتئابي شُعبةً مِن ملالِهِ

وَمَن لَم يَشُب شَهداً بسمٍّ لِطاعِمٍ

إِلى أَن بَدا لي هجره في دَلاله

وَلم تَر عَيني حاسدين تَباينا

عَلَيهِ سِوى قَلبي وَتُربِ نعالِهِ

وَإِني لأطويه حذاراً وَإِنَّما

يُخافُ اغتيالُ الجرحِ عِند اِندِمالِهِ

وَما أَربي في أَن أصرِّحَ باسمه

كَفاه مِن التَّصريح وَصف جَمالِهِ

أَلا بِأَبي الغُصنُ النَّضيرُ وَإِنَّما

كنَيتُ بِهِ عَن قَدِّه وَاعتِدالِهِ

فَإِن فاقَهُ حسن الحَبيبِ فَإِنَّما

أُقَرِّبُ ما أعني وجود مثالِهِ

وَما حُسنُ هذا الشعر إِلا لنفثةٍ

لَهُ في فَمي مِن قَبل قطع وَصالِهِ

نَطقت بِسحر عِندها غَير أَنَّهُ

مِن السحر ما لَم يُختَلَف في حَلالِهِ

كَذاكَ ابن سيرينٍ لنفثة يوسفٍ

تكلَّم في الرؤيا بمثل مَقالِهِ

أممتثل في نَفثة مِن مَنامه

فَما العُذر بِاليَقظانِ عِندَ اِمتِثالِهِ

أَلا اصرف إِلى صدغيك لحظك كُلَّهُ

وَدَع لَحظه مُستَغنياً عَن نِصالِهِ

تَرى فيهما نَونين عُطِّلَ وَاحدٌ

وَآخر مَعجومٌ بِنقطةِ خالِهِ

مَحا كاتب اليمنى دجى العجمةِ الَّتي

عَلى النون في اليُسرى بِحُسنِ احتِيالِهِ

لدن حَلِيَت بِالعجمِ نُونُ يَمينه

وَعُطِّلَت النونُ الَّتي في شمالِهِ

وَيا سَيِّدي عَبد رَجاكُم مُعَوِّلٌ

عَلَيكُم وَلا يَجري سِواكُم بِبالِهِ

وَهَل يَستعينُ المَرءُ في قُعر هُوَّةٍ

لإِخراجِهِ إِلا بِأَقوى حِبالِهِ

هَل أَبصرتموه شافِعاً بِسواكُمُ

وَأَقبِح بعد وَهوَ في ضيق حالِهِ

وَما كانَ إِلا فَألُ سَعدٍ وَأَحمَدٍ

إِذا صرَّح الداعون أَيمنَ فالِهِ

وَإِذ صارَ سَعدٌ وَاِبنه معقلاً لَهُ

فَما العُذرُ في إِطلاقِهِ عَن عقالِهِ

وَيا عارِضاً كَالعارض الجون إِستجز

مِن الفِكرِ ما أَعطاكَ عندَ كلالِهِ

لَئن أَصبَحت مَجهودَ ذهني بِشعلة

فَكَم قالَ فيكُم فَوقها في ارتِجالِهِ