قيس وليلى

للعروسينِ سيُهدى الفلُّ، والجوريُّ، والآسُ

أو سيُهدى الذهب المسبوكُ، والياقوتُ، والماس

ذاك من غيري فهل يُرضيهما حِبرٌ وقِرطاس

هل سأُهدي الشعرَ، والشعرُ تباريحٌ وإِحساس؟

هل سيكفيني؟ وهذا في حِساب السوق إِفْلاس

غيرَ أن النَاس أذواقٌ وآراءٌ، وأجناس

إنما أحبابنا هيهات يسمو فوقهم ناس

جُبِلا بالنورِ، فالصلصال أنوارٌ وأقداس

من هما للجيل نِبراسٌ، وللجُلاَّس إِيناس

لهما في القلب، قبلَ الحفلِ، أفراحٌ وأعراس

يا لَعُصفورين في أيكٍ دَنا ماءً وظِلاَّ

فهجيرُ الشمس ظُهرًا كبهاءِ البدرِ ليلا

وجناحان مهادٌ، وجناحان أظَلا

إن يطيرا فسويّاً، أو يحطّا، أو يحلاّ

هو قيسٌ ليس إلاَّ، وهْي في عينيه ليلى

إن يقل هذا سأمضي، قال ذا أرجوك مهلا

هو «هارون» الذي قد بات في العينين كُحْلا

وهْيَ «خاتون» التي في بابها قد بات مولى

أو هو «العبسيُّ» سيفًا وسِنانًا بل ونَبْلا

ظافر ٌفي كلّ ساحٍ ظَفَرَ اليومَ بـ «عَبْلا»

قيسُ يا ليلى ضعيهِ العمرَ تاجًا فوقَ أهدابِ

أسكنيه القلب قصرًا باذخًا لكنْ بلا باب

واقطفي للعاشق البستانَ من وردٍ وأطياب

لا تخافي منه إن يبدو غضوبًا أو بأنياب

أو أتى «العبسيُّ» مستلاً لسيفٍ أو بنشّاب

قلبُه صافٍ ومِطواعٌ وليثٌ غير وثّاب

قِسمة المولى ألاَ فلْتحمَدي تقسيمَ وهّاب

أمُّه توصي به، لكنّما توصي لأحباب

من حليب الصبح كأسٌ، والمسا شايٌ بأعشاب

عشقُهُ الحلوى، كذا المحشيُّ من كوسا وأعناب