رثاء ذوي العلم الأجلة يندب

رثاء ذوي العلم الأجلة يندب

وذكر معاليهم إلى الفرض أوجب

كمن شاع في كل الممالك فضله

وكان به عند الملوك يقرب

هو الكامل المشهور احمد فارس

هو الفاضل المشكور والمتأدب

أماثل كل الناس تهوى بيانه

وفي مثله الأمثال تتلى وتضرب

خليل ذوي العرفان في كل موطن

جليل إلى لبنان يعزى وينسب

لقد ساد في أهليه إذ هو يافع

وقد زاد في فضل حواء التغرب

فسار لأهل الغرب فاحتفلوا به

وداموا على اكرامه حيث يذهب

وجاء إلى دار السعادة قاطناً

وقد ناله فيها فخار ومنصب

بنى لبني الشدياق مجداً مخلداً

ولم ينس من قد كان من قبل يصحب

فعاش بها حتى أتته وفاته

كما كان انسان له الموت مشرب

معارفه شتى ومن كان مثله

يعز علينا ان يموت ويصعب

ولكن قضاء الله بالموت عمنا

وليس لنا مما قضى الله مهرب

وما مات من تبقى مآثر فضله

وكان له نجل سعيد مهذب

وذاك سليم الطبع قد قام بعده

بما كان منه قبل ان مات يرقب

وجاء إلى لبنان حالاً بحسبه

وآواه في قبرٍ به يتلقب

وسار جميع الناس في يوم دفنه

بمشهده حفلاً كما سار مؤكب

وفي الجامع الاعلى على النعش انشدت

مراث حسان عن مزاياه تعرب

وانا لنرجو ان يقوم سليمه

مقاماً به يرضي اباه ويعجب

فيبدي له فضلاً وينشر كتبه

ليبقى له الذكر الجميل ويكسب

ورب نجيب فاق في الفضل اصله

وذلك يرجى من سليم ويحسب

فلا زال للفعل الجميل موفقاً

ودام بأوج العز ما ضاء كوكب