ما لموسى الشريف أصبح يبدي

مَا لِمُوسَى الشَّريف أصبحَ يُبْدي

بعد ذاك الإقْبالِ هَجْرِي وَصَدِّي

ما كَفَى أنَّه أرادَ لي الكَيْـ

ـدَ مِراراً ولم يَنَلْ غيرَ وَجْدِ

زارَ دارَ النَّقيبِ ذِي الفضْلِ مَن أوْ

صافُهُ الغُرُّ ليس تُحْصَى بِعَدِّ

ذي المَعالِي والمكرُماتِ حِجازِي

مَن غَدَا في الأنامِ من غَيْرِ نِدِّ

سيِّدٌ جودُه لو اقْتسمَتْهُ النَّا

سُ طُرّاً لم تَلْقَ طالِبَ رِفْدِ

الجليلُ الشَّهيرُ بابْن قَضِيبِ الْـ

ـبانِ لازال لِلْورَى بَدْرَ سَعْدِ

واشتكى عنده وذمَّ ولكنْ

ذَمُّ مِثْلِي مِن مثْلِه ليس يُجْدِي

شاتِماً مِلْءَ فِيهِ في مَعْرِضِ الهَزْ

لِ وَوَاللهِ لم يَرُمْ غَيْر جِدِّ

مُسْبِلاً دَمْعَهُ كأنَّ حبِيباً

بعد قُرْبٍ رَماهُ منه ببُعْدِ

مُبدِياً من حَرارةِ القَهْرِ ما لَوْ

حَلَّت الكوْنَ لم يكُنْ كُنْهَ بَرْدِ

وبدا مُغْرَماً كأن بِشَتْمِي

آدَمِياً غَدا بُصُورةِ قِرْدِ

والَّذي أوْجَبَ التَّخاصُمَ أنِّي

كنتُ قِدْماً مَنَحْتُه صَفْوَ وُدِّي

ثُمَّ كَلَّتْ فريحتي عن مَدِيحٍ

فاسْتعارَتْ له حَدِيقةَ حَمْدِ

ورآهَا مِن بَعْدِ حَوْلٍ وشَهْرَيْ

ن بدَرْجٍ قد كان مِن قبلُ عندي

فبَدا منه ما بَدا وسَقانِي

وتَحَسَّي من أكْؤْسِ الذَّمِّ وِرْدِي

وعَلَى كلِّ حالةٍ سيِّدُ الأحْـ

ـكامِ أرْجُو وما سِواهُ تَعدِّ