هل للمتيم من نصير

هل للمتَيَّمِ من نصيرِ

ومُضامِ وَجْدٍ من مُجيرِ

أو مُسْعِفٍ لطَليقِ دَمْـ

ـعٍ وهْوَ ذُو لُبٍّ أسيرِ

دَنِفٌ يبِيتُ وبين أحْـ

ـشاهُ لهُ نارُ السَّعيرِ

لم يلْقَ إلا الشَّوْقَ والْـ

ـوَجْدَ المُبرِّح من سَميرِ

ويرومُ إخْفاءَ الهوَى

والحبِّ من بعدِ الظَّهورِ

أنَّى وأدمعه جرَتْ

في وَجْنتَيْه كالنُّهورِ

يَرْعَى نُجومَ الليلٍ شَوْ

قاً منه للظَّبيِ الغَرِيرِ

رَشَأٌ كخَوْطٍ في كَثيـ

ـبٍ تحْت بدْرٍ مُسَتنيرِ

يرْنُو فتفْعَلُ بالعُقو

لِ لِحاظُه فِعْلَ الخُمورِ

فتَنتْ مَلاحةُ وجْهِهِ الْـ

ـوضَّاحِ رَبَّاتِ الخُدورِ

يسْتوقِفُ الأحْداقَ إذْ

يبْدُو بمنْظرِه النَّضيرِ

مهما نسِيتُ فلستُ أنْـ

ـسَى ما مَضَى لي بالغويرِ

إذْ زار بعدَ إطالةِ الـ

ـهِجْرانِ في ليلٍ قصيرِ

ووَفَى بلا وَعْدٍ وكمْ

وَعْدٌ يُشابُ له بزُورِ

أحْيَى بزَوْرتِهِ وقد

تلِفتْ به رُوحْ المَزُورِ

وأدار أكْؤُسَه على السَّـ

ـكْرانِ من لَحْظِ المُديرِ

راحٌ يُذكِّرنا بها

عَهْدَ الخوَرْنَقِ والسَّديرِ

شمسٌ لها إشْراقُها

وَقْتَ الهَجِيرِ بلا هَجِيرِ

ضَمِنَتْ وأوْفت أنها

تَنْفِي الهُمومَ من الصُّدورِ

وتُعيدُ أوْقاتَ السُّرو

رِ بَغيْرِ أوْقاتِ السُّرورِ

فَوَحَقِّ ساحرِ مُقْلتَيْـ

ـهِ وما تُكِنُّ من الفُتُورِ

لم أشْتغِلْ مُذْ غاب عنـ

ـه في العَشايا والبُكُورِ

إلا بِمَدْحِ المُصْطفَى الْـ

ـمَنْعُوتِ بالحسَبِ الخَطِيرِ

مَوْلىً خَزائنُ عِلْمِهِ

في صَدْرِه لا في الصُّدورِ

فاقَ الأَوائِلَ بالعُلاَ

والفَضْلِ في الزمنِ الأخِيرِ

إن نمَّقتْ كَفَّاهُ طِرْ

ساً خِيلَ كالرَّوْضِ المَطيرِ

تَعْساً لِمَن جاراهُ فَهْـ

ـوَ بغيْرِ شَكٍ في غُرورِ

لم يَدْرِ أنَّ صِفاتِه

في النَّاسِ عزَّتْ عن نَظِيرِ

لو كانَ ذا عقلٍ لَمَا

قاسَ الجَداوِل بالبُحورِ