مولاي لم لا تنصفوا داركم

أيَّدتُمُ دارتكم كلَّها

في الحسن بالمسجد والمشهد

ألاّ التي بالسر ما ذنبها

لا تتركوها قحَلة العُوّدِ

أترابها فازت بمطلوبها

وهي من المطلوب صِفر اليد

والنَفس لا تسمح عن حَقِّها

إلاّ اذا كان الى سؤدد

والنَّدبُ لا يصرف عن مقصدٍ

وجهاً وكان الخير في المقصد

والشيء قد يحسنُ إن نالَه

فضلٌ ولو كان من الجلمد

أني لأرجوا أن تشِيدوا هُنا

لله بيتاً صفوة المهتدي

يبقى الى الحشر لكم مفخراً

فذّاً يَرى كالعلَم المفرد

يَزهَرُ في الهجرة زيناً لها

عِقداً من الجوهر والعسجد

تأمَلوا الروضة ما زانها

لو لم تَحُلّوا سفحها والنَّدى

هل كان الا جامعاً شمسُهُ

لألآؤُها بين يدي أحمدِ

كان له سيفا يشق الدجى

في اللحد بل حصناً من الأسود

كَان له قصراً بدار البقى

جنّة عدنٍ عذبة المورد

دعني وما قلتُ وراءَ الحِمى

دَاركُم تصبو الى المعبَد

مفتونة بالرَّب لا تبتغي

منكم سوى مسجدها الأوحدِ

الوجد قد فتَّت أكبادها

واللحظ بالدمعة لم يُجَمد

والشوق أنساها تعاليمها

والعلم فيها رائحٌ مغتدي

لم يَبقَ من محفوظها إن رَوت

للناس إلا مسجدي مسجدي