لقد جاء يوم العيد والقلب بالجوى

لقد جاء يوم العيد والقلب بالجوى

وبالكمد المكنون والوجد يصدع

أعود إلى الأحلام أستاف زهرها

فيذهلني ذاك الذبول المروع

أفانين من حزن دفين تعودني

فيفزع قلب بالمواجع يلذع

وثبت على الأيام مليون مرة

وما كنت أدرى أنني سوف أخشع

لقد مات من لو عاش كان خميلة

بأفيائها عند الهجيرة أهجع

أخٌ صادقٌ والصدق بعض خلاله

ولم يك فيه للملامة موضِعُ

بكى أهله عنى عشيّة أيقنوا

بأن لم يبق عندي في المدامع أدمع

تنادوا إلى القبر الذي ضمّ جسمه

فثارت قلوب باكيات وأضلع

ولو كان أبقى لي على البعد قدرة

لكنت إلى القبر المطهر أهطع

أليلةُ عيد تلك واها وآهة

إذا كانت الآهاتُ في الخوف تنفع

بكى ثاكلٌ لم يدر ما طعم ثكله

أيشعر مسموم له السم ينقع

ولو كان عند القبر قبرك فرجةٌ

فجئت إليه سائلا أتضرع

حديد وأحجارٌ حبسن مواهبا

إذا بقيت أمست من الصفو تلمع

وما أنجم أزهرن والليل مظلم

وروحك من تلك الأزاهير أسطع

عتبت على الأقدار يوم فراقكم

وبعض العتاب المرّ يؤذى ويوجع

فهل تسمع الأقدار عتبى فترعوى

فترجع هذاك الصفاء أترجع

سأقضى نهار العيد وحدى بلوعة

أناجيك فيها والمناجاة تمتع

لئن كان ذاك القبر ضمك فاحتوى

أزاهير تفديها الأزاهير أجمع

فدعنى أضف زهراً عزيزاً عرفتهُ

وشعرى من الأزهار أبهى وأضوع

لقد كنت ترويه وتنشد لحنه

فأسمع ألحان الخلود فأشبع