جلبنا الخيل من أجأ وسلمى

جَلَبنا الخَيلَ مِن أَجَأ وَسَلمى

تَخُبُّ عَوابِساً خَبَبَ الذِئابِ

جَلَبنا كُلَّ طرفٍ أَعوَجِيِّ

وَسَلهَبَةٍ كَخافِيَّةِ العُقابِ

نَسوف لِلحِزامِ بِمِرفَقَيها

شَنونَ الصُلب صَمّاءَ الكِعابِ

ضُرِبنَ بِعَمرَةٍ فَخَرَجنَ مِنها

خُروجَ الوَدقِ مِن خَلَلِ السَحابِ

فَكانوا بَينَ مَكبولٍ أَسيرٍ

وَمُنعفِرِ المَضاحِكِ في التُرابِ

وَلَو كانَت تُكَلِّمُ أَرضَ قَيسٍ

لَأَضحَت تَشتَكي لِبَني كلابِ

وَقَد عَلَمت بَنو عَبسٍ وَبَدرٍ

وَمُرَّةً أَنَّني مُرٌ عِقابي

كَأَنَّ مَحالَها بِالنيرِ حَرثٌ

أَثارَتهُ بِمَجمَرَةٍ صَلابِ

فَلَمّا أَن بَدَت أَعلامُ لُبنى

وَكُنَّ لَنا كَمُستَتِرِ الحِجابِ

صَبَحناهُنَّ مِن سَمَلِ الأَداوي

فَمُصطَبِحٌ عَلى عَجَلٍ وَآبِ

وَيَومَ المَلحِ يَومَ بَني نُمَيرٍ

أَصابَتكُم بِأَظفارٍ وَنابِ

وَآنف أَن أَعُدَّ عَلى نُمَيرٍ

وَقائِعَنا بِرَوضاتِ الرَبابِ

وَبَينَ يَعفُهُنَّ لَهُم رَقيبٌ

أَضاعَ وَلَم يَخَف نَعبَ الغُرابِ

وَأَلقى نَفسَهُ وَهَوَينَ رَهواً

يُنازِعنَ الأَعِنَّةِ كَالكِعابِ