أماه

أمّاهُ كمْ أرهقتنا دُرْبةُ الأوّاهْ

مذ فَلَّقَ الدمعُ في أرواحِنا مَجْراهْ

في جفنِ عينيكِ باتَ الحُزنُ مُعتكفًا

ورَجْعُ حُزنُك في قلبي بنى مَبناهْ

الهمُّ جمرٌ بنا أذْكى حَرائِقَهُ

وحظّنا تَرِبٌ والفَقْدُ قَدْ أرْواهْ

قَوْسُ الرَّزايا تمادى في تَصيُّدِنا

وسَعدُنا قَدْ غَفا أوّاهُ ما أشْقاهْ

تناسَلَ الويْلُ في أوْصالِنا زَمنًا

والبينُ يا “مِيْمَتيْ ” في ركبِنا مَسْراهْ

في وحْشَة الليلُ أحبابٌ لنا رحَلوا

النَّوحُ لازمَنا ، للفَقْدِ ما أمْلاهْ

تَطُوفُ روحُ أبي تَسْعى تُهدهدنا

يصْحو الحنينُ جوًى اذْ نجْتَبي ذِكْراهْ

تحومُ روحُ أخي والفَجْعُ يشربُنا

نُخْفي توجُّعَنا في حَشْرجاتِ الآهْ

هذا جَبينُكِ أطْلالٌ لذاكِرتي

عَليْهِ خَطَّ الضَّنَى مَرْثيةً تَنْعاهْ

الكَوْنُ عتْمٌ وتاهَت فيهِ وجْهتُنا

تَغْريبةٌ نحْنُ والعِنْوانُ ضَيّعْناهْ

أنامُ في جُبِّ كابوسٍ يُروِّعُني

حُشاشَتي تَصْطلي: لا تَرْحلي أمّاهْ