إلا من رحم ربي

عُبّادُ “أنْظِمَةٍ” ما عدّهم عَدَدُ

في كُلِّ نازِلَةٍ خَرّوا لَها سَجَدوا

تُبَّاعُ مَنْ رجَحَتْ بالسُّحت كفَّتُهُمْ

أضْحوا لَهُمْ عَسَسًا في بَغيهِمْ مَرَدوا

صُناعُ فَبركَةٍ أبْواقُ من بَطَشوا

قُلوبُهُم حَطبٌ بالفُجْرِ تَتّقِدُ

“لُعابُهُم” هَطِلٌ في سُوْحِ خِسّتهِمْ

كَما القَطيعِ بِمَرْعى الذُّلِّ قَدْ حُشِدوا

باعوا نفوسَهُمُ في سوقِ سادَتِهِمْ

بِئْسَ التِّجارةُ مِمَّنْ سُحْتَهُم حَصَدوا

ماتَتْ ضمائرُهُم خانُوا عَلانيَةً

تَراهُمُ شِيَعًا للفُسْقِ قَدْ عَمِدوا

مِنْهُمْ شُيوخُ خَنًا بادت شمائلهم

مُذْ “شَرْعَنوا” الذَّبْحَ قُرْبانًا لِمَنْ عَبَدوا

يُعْلونَ في هُبَلٍ شُلّتْ سَواعِدُهُمْ

تاللهِ قَدْ وُئِدوا في رِجْسِ ما اعْتقَدوا

(يَبْغونَها عِوَجًا) شاهَتْ وُجوهُهُمُ

الزَّيفُ دَيْدَنهُم وشأوُهمْ أودُ

دَسائِسًا تَحتَ جُنْحِ اللَّيلِ قَدْ نَسَجوا

أوطانَهُم صَلبوا والغَبْنَ قَدْ وَرَدوا

ومِنْهُمُ نُخَبٌ باعوا الوَرى خُطَبًا

عَنْ حُرْمَةِ الدَّمِّ فانفَضّوا وما اتّأدوا

يَلهونَ في مَرَجٍ لا شَيءَ يردَعُهُمْ

لهْوَ الضِّباعِ إذا ما غابَتِ الأُسُدُ

وَخَلْفَ أقْدامِ سُلطانٍ طَغى زَلَفوا

زَحْفًا كأنَّهُمُ في نَعْلِهِ عُقِدوا