الطريد

هَذا الشّقيُّ أقالَهُ كفُّ الهَنا

البُؤْسُ فيهِ لأنني فيهِ أنا

مِنْ سَطْوَةِ الأنّاتِ أنّ أنينُه

ونحيبُهُ النَّوَّاحُ رجْعٌ للضَنى

أسيانُ قد شَربَ الأسيةَ مكْرَهًا

والنَّحسُ شيَّعَ مُسعِديهِ وأبَّنا

وَصَبٌ سَرى في طِيْنِهِ وَوَتيْنِهِ

فَتَقَبَّضَتْ أعْصابُهُ ثُمَّ انْحَنى

مُتكَورٌ مُسْتوحِشٌ في جُبِّهِ

لَكأنَّهُ عَتْمٌ تفاداهُ السّنا

غرَزَ الصَّقيعُ نُيوبَهُ في كُلّهِ

باتَتْ حشاهُ للنوائبِ مَطْعَنا

هذا الطَّريدُ كِلامُهُ في حينهِ

ما حانَ حينٌ كيْ يُجَنِّبَهُ الوَنا

شَطّت بهِ نارُ النّوى لمّا نَوى

أنْ يَنْتوي لَوْ مَرّة شَطْرَ المُنى

أعيا الحلولَ بِحالهِ فاسْتوْحَلَتْ

حَلّ الأوارُ بحلّهِ وَتَمَكَّنَا

في “أيْنِهِ”أرْسى الأسى إيوانَهُ

في “آنِهِ” حَشَدَ الأوانُ لهُ العَنا