اني اتيتك لاجئا

يا قلبيَ المَنْظومَ في جيدِ السّهَرْ

كَمْ مِن وجيبٍ في وتينِكَ قدْ عَبَرْ

سلّمْتُ خفقَك للصبابةِ في الهوى

وطَفِقتُ أطربُ من شهيات الوتَرْ

أرْنو لمرسى كيْ يُجيرَ سفينتي

فتمورُ أرياحُ السَّواهِكِ لا تَذَرْ

الحُبُّ في سِفْري حُروفٌ كالرؤى

مِنْ دَوْحِها حَبَقٌ تضوَّعَ وانْتَشَرْ

الشوقُ يسعى في الجَوانِحِ ثاقِبًا

والعِشْقُ في شَرْعي يُغَلِّفُهُ الخَفَرْ

لمّا خَطَتْ قِدِّيسَتي في دارَتي

سَلبتْ فؤادي صادرَتْ مِنّي البَصَرْ

هَمَستْ: حَذاري إنّ كأسِي علقمٌ

قُلتُ امْزِجيهِ لِتَعتلي حَبَبًا سَقَرْ

إنّي أتَيْتُكِ والأوارُ يَشيطُ بي

من مزنِكِ الهتّان أهْفو للمَطَرْ

قالت : رُوَيدَكَ يا فتى لوْ ترعَوي!

أنا ظَبيةٌ تخشى دهاليزَ الخَطرْ

إحملْ خِيامَكَ فوقَ عيسكَ وارْتحِل

وارأفْ بقلبي من رزيّات الكدرْ

واجْمع غُواتكَ لا تبدد هَدْأتي

لا تلقِني سَهرًا بأحْداقِ السَّهرْ

لا تْرحَلي “مزيونتي” وترفقي

فلئن دنوت فإنني عَفُّ الوطَرْ

يا ظبيتي إني أتيتك لاجئا

فسلي الطفيلة سوفَ تُنْبيكِ الخَبر

أنا شاعرٌ شَحّ الغواةُ بركْبِهِ

والشِّعر في ورقي تبَنّاهُ الضَّجرْ

حتى رأيتُ وَضيء وجْهِكِ ساطِعًا

لكأنّهُ بدرٌ تخلَّقَ مِنْ قَمَرْ

فنسجت من وهج القريض قصيدتي

فعلامَ أُلْقَى تحت أقدامِ الحَذَرْ؟

وَيْ ظَبْيتي .. رفقا بنا لا تَفْزعي

هو هكذا شأنُ الهوى ..أينَ المَفَرّْ ؟!