جرحك في كفك

أقْوالُنا دَجَلٌ عَلاهُ رِياءُ

وفِعالُنا مَهْزولةٌ عَجْفاءُ

آمالُنا صَالَت بِها خيْباتُنا

أحْلامُنا جَالَتْ بها النكباءُ

مُلئَ الفضاءُ بسَفْسَطاتِ كَلامِنا

وَتَحَكَّمَتْ في أمْرِنا الأهْواءُ

كُنّا وَكَمْ قُلْناكِ يا كُنَا وَلَمْ

نَكُنِ الّذينَ تُقِلِّهُمْ عَلْياءُ

يا حَادِيَ الأحْلامِ غادِرْ خِدْرَنا

إنّا أسًى ضاقَتْ بِهِ الدَّهْناءُ

الحَقُّ جَفَّ وهُدّلَتْ أغْصانُهُ

ثوْبُ الفضيلة قدَّهُ الإزْراءُ

قَلْبُ العُروبَةِ غَابَ عَنْهُ خَفقُهُ

عَيْنِ العُروبَةِ صَابَها الإعْماءُ

مِلَلٌ وأطْيافٌ تَباطأ رَكْبُها

فَتَخاذَلَتْ وانْتابَها الإغْماءُ

لَهْفي عَلى أقْصًى يُهَوِّدُهُ العِدا

والقدْسُ جُرْحٌ مَا لَهُ تَأْساءُ

ليبيا كَبَتْ والنّيلُ يَبْكي حُرقَةً

وَتَخَضَّبَتْ مِنْ جُرْحِها الفَيْحاءُ

بَغْدادُ مَزَّقَها “عُلوجٌ” أسْلَفوا

وتَلَعْثَمَتْ في ضادِنا الصَّنْعاءُ

أمْشي عَلى حَدِّ العُروبَةِ واجِمًا

أنّى نَظَرْتُ فَنَكْسَةٌ وَبَلاءُ