حريرة

الحُبُّ مَسٌّ خَاطفٌ مُتَملِّكُ

يَغْزو تَلابيبَ القلوبِ ويُمْسِكُ

أرْنو إلى وَصْلِ الحَبيبِ مُناجِيًا

فالبْوحُ مِنْ نَفَحَاتِهِ يَتَبَرَّكُ

وأطرِّزُ الشِّعْرَ النديَّ لِطَيْفِهِ

إنْ لاحَ لي، في غارِهِ أتَنَسَّكُ

انا إن عشِقتُ ركبتُ أحلام الرؤى

لأهيمَ صبّا لا أعي، لا أدرِكُ

وإذا عُشِقْتُ ثملتُ مِنْ ثغْرِ الهَوى

فالسُّكْرُ مِنْ ثغْرِ الهَوى لا يُتركُ

لكِنَّهُ ويل بليل قد همى

والِعشْقُ فيهِ جناية بل مَهْلكُ

هَمّي عَتيٌّ لا يُهدُّ بِمُنْيةٍ

صمصامُ نَصْلٍ في الحَنايا يَفْتِكُ

العادياتُ سَنابتٌ كرارةٌ

كانت بحوماتِ الوغى لا تُدرَكُ

واليوم َويحاهُ نَراها أدْبرَتْ

وقد اجْتباها عتمُنا المُحلولكُ

كنَّا الألى نحوَ العُلا هاماتُنا

بتنا السُّدى مذْ تاهَ فينا المسلَكُ

يا حَسْرةً ضوءُ العُروبَةِ قد خبا

والصبرُ من كربِ الرّزايا مُنْهكُ

ساساتُ قَوْمي قَدْ “تَصهْينَ” جُلُّهُمْ

تَركوا العُروبَةَ ما اسْتحوا و “تأمْرَكوا”

عاثوا بِيَعْرُبَ جَفّفوا أعْوادَها

فَتَناثَرَتْ بيد العِدا تَتَفَكَّكُ

ويْ ويْ لنا بِتْنا مَطايا للخَنا

أعْراضُنا في السّاحِ تُسْبى تُهْتَكُ

تَرَفٌ مُغازَلةُ الظّباءِ صَبابَةً

وَدَمُ الحَرائِرِ في بِلادي يُسْفَكُ