ذهاب أضاع إيابه

حِدائي نعيقٌ بقفرِ الخرابَهْ

وأعْلَنَ فأسُ الزمانِ احْتِطابَهْ

غزا الشيبُ قلبي وليسَ مجازاً

إذا النبضُ نادى سُعالا أجابَهْ

وأسْقيتُ شعري ذؤافَ جِراحي

ولمّا تَعَنَّى شَرِبتُ عذابَهْ

وكنتُ إذا لاحَ ومضُ انفراجٍ

بوهْمِ التمنّي امْتطيتُ رِكابَهْ

ولكن حظي شقيٌّ تشظّى

بجرْدِ الفيافي أطالَ اغترابَهْ

فليلي بَهيم كحزنِ اليتامى

وسعدي ذهابٌ أضاع إيابَهْ

وأرتَجَ نحسي رحابةَ نفسي

وأطلقَ دهري عليّ ذئابَهْ

كأني سهوتُ بساذجِ حلمٍ

ولم أدرِ أنّ الحياةَ كغابَهْ

وأقدمُ موتٍ عرفناهُ قتلاً

وأصعبُ قتلٍ بنصلِ “القرابَهْ”