ضاقت

( ضَاقَتْ فَلَمّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقاتُها)

ضَاقَتْ وَوَهْماً قَدْ ظَنَنّا تُفْرَجُ

قد بُحَّ صوت الحَقِّ في زَمَنِ الخَنا

يا ويحنا ساد السفيهُ الأعوجُ

رَهْطُ الرُّوَيْبِضَة انْبَروا وتجبّروا

أنَّ الجَهالةَ منهمُ تتخرَّجُ

والمُفْسِدونَ كَما الأفاعي قد دَنوا

مِنْ نابِهِمْ سُماً زُعافاً أخْرَجوا

بَذروا الفَسادَ بأرْضِنا لا ما اسْتَحوا

وعلى رُؤانا خِلْسَةً قد عَرّجوا

نثروا القَتامةَ في دُروبِ حياتنا

ما عادَ فيها ما يَسُرُّ ويُبْهِجُ

اسْتَرخَصوا الأرْدُنَّ دونَ مخافةٍ

فَفَسادُهُم مُسْتَأصِلٌ ومُمَنْهَجُ

سُرّاقُ أحلامٍ ومَصّاصوا دَمٍ

في كُلِّ دَرْبِ نَقيصَةٍ قد أدْلَجوا

رُحْماكَ ربّي لا قُنوطَ بَقوْلَتي

لَكِنَّهُم باعوا الضَّميرَ وعَوّجوا

وَطَني سَقوكَ من الكُؤوسِ مَرارَها

لا تَبْتئِسْ فالحَقُّ حَتماً أبْلجُ