عذرا يا شعر

يا شعر أثخنّاكَ بالعلَلِ

قَد كُنتَ قَبلاً باهيَ الحُلَلِ

ما عُدتَ بالأمْجادِ مُبتَهِلاً

فالقومُ قَد زَجّوكَ في الوجلِ

ما كَرَّ قومي إنما أفَلوا

لا عِزَّ للفُرّارِ في الوَهَلِ

المطلعُ الشِّعريُّ بلَّلَهُ

دمعُ الجوى من محْجِر المُقَلِ

قد نالتِ الأسيافُ مغْرزَها

ودمُ القوافي سالَ عَنْ أسَلِ

ورويُّكَ العَطشان أثْقَلَهُ

نَوْحٌ على ما ظَلّ من طَلَلِ

الصَّدْرُ ضَجَّ مِنَ الهُمومِ وما

داواهُ عَجْزٌ قُدَّ من شللِ

إنّا خذلنا الشعرَ من زمنٍ

كَمْ من قصيدٍ قيلَ في الَعذَلِ

بالعشقِ عمَّدناهُ منتصراً

بالحبّ “رقَّصْناهُ ” بالزّجَلِ

ومَرارُ لا جدوى نُقطِّرُهُ

في جُبةِ الأشعارِ كالوَشَلِ

قد كنتَ صوتاً صادِحاً طرِبًا

واليوم مَدحوراً إلى الزّلَلِ

يا شِعرُ أرهَقْناكَ مَعْذِرَةً

قُدْناكَ مَأسوراً إلى الدَّغَلِ

إنّ الّذينَ “تَشَعْورا” فَجَروا

نَقَعوا الكلامَ بِمَنْقَعِ الخَطَلِ